فضاء «١» غربى الجبل المذكور، ومسافة الموضع الذي نزل السلطان به عن أرقنين التى بها قرايلك مقدار نصف بريد «٢» تخمينا.
وعند نزول السلطان بالمنزلة المذكورة، علم بمن فقده من عساكره، وتأمل من معه منهم، فإذا هم «٣» على النصف من عسكره، وأيضا فيهم الذي تاه عن جماله، ومنهم من لا يعرف طلبه أين ذهب، وهو الأمير قرقماس الشّعبانى حاجب الحجاب، نزل بالمنزلة المذكورة وليس معه غير أصحابه وطائفة نحو خمسة أنفس وهجّان وغلام، فنصب السّيبة «٤» واستظل تحتها من الشمس، وقد سار طلبه بجميع مماليكه ورخته «٥» من جهة لا يعرف «٦» متى تعود إليه، ومثله فكثير من الأجناد والأمراء.
فلما رأى الملك الأشرف نفسه فى قلة من عساكره، ولم يبق معه إلا شرذمة قليلة، ولم يعلم أين ذهب الباقون، شقّ عليه ذلك وتخوّف من كبس قرا يلك عليه فى الليل، ولم يجد بدّا من المبيت فى المكان المذكور، لتمزق عساكره. فلما أن دخل الليل، ندب السلطان الأمير جقمق العلائى الأمير آخور الكبير ومعه جماعة لحفظ العسكر فى الليل، فركب الأمير جقمق بمماليكه ومن انضاف إليه وضرب اليزك «٧» على العسكر، وقام بحفظه أحسن قيام إلى الصباح.
قلت: ومن تلك الليلة [المذكورة]«٨» علمت منها «٩» حال قرايلك وهمّته،