السلطان، ما يليق بى هذه الوظيفة» ، فقال:«يليها دوادارك جانبك» ، فتبرم أيضا من ذلك، فخاشنه السلطان فى الكلام وأهانه، فأوعد بحمل مبلغ كبير من المال مساعدة للأستادّار، ثم حسّن للسلطان فى الباطن ولاية القاضى سعد الدين إبراهيم ناظر الخاص، أستادارا، وكلمه السلطان فى ذلك، فأبى سعد الدين إبراهيم أيضا، وأخذ يستعفى؛ وبينماهم فى ذلك، ظهر كريم الدين، فتنفّس «١» خناق عبد الباسط وغيره بظهور كريم الدين واستمراره على وظيفته.
وقدم الخبر فى هذا الشهر من مكة [المشرّفة]«٢» ، بأن الوباء «٣» ، قد اشتد بها وبأوديتها، حتى بلغ عدة من يموت بمكة «٤» ، فى اليوم خمسين نفسا، ما بين رجل وامرأة.
وفى شهر رمضان المذكور تحرك عزم السلطان على السفر إلى جهة آمد، لقتال قرايلك، وكتب إلى بلاد الشأم بتعبئة الإقامات من الشعير وغيره على العادة، وكان سبب حركة السلطان لذلك، لما ورد عليه الخبر فى يوم ثامن عشره، أن الأمير إينال العلائى نائب الرها، كان بينه وبين أعوان قرايلك وقعة هائلة «٥» . وسببه أن بعض عساكر حلب أو عساكر الرّها خرج يسيّر فرسه، فلما كان بين بساتين الرها، صادف طائفة «٦» من التركمان، فقاتلهم وهزمهم؛ وبلغ [ذلك]«٧» الأمير إينال، فخرج مسرعا من مدينة الرها، نجدة لمن تقدم ذكره، فخرجت عليه ثلاثة «٨» كمائن «٩» من القرايلكية، فقاتلهم، فكانت بينهم وقعة هائلة، قتل فيها من الفريقين عدة.