ولما كان يوم الاثنين تاسع شهر ربيع الأول، خلع السلطان على الأمير الكبير إينال الجكمى أتابك العساكر بالديار المصرية باستقراره فى نيابة حلب عوضا عن الأمير قرقماس الشعبانى المذكور «١» ، وخلع على الأمير جقمق العلائى أمير سلاح باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية عوضا عن إينال الجكمى، وخلع على قرقماس نائب حلب باستقراره أمير سلاح عوضا عن الأمير جقمق العلائى. وكان استقرار إينال الجكمى [٢٣] بعد الأتابكية فى نيابة حلب، بخلاف القاعدة، غير أن السلطان أكرمه غاية «٢» الإكرام، ووعده بنيابة دمشق، لطول مرض الأمير قصروه نائب الشأم، وبالغ حتى أنه أسرّ له إن مات قصروه قبل وصول إينال إلى حلب فليقم بدمشق، حتى يرسل إليه السلطان بنيابتها، وظهر أيضا للناس أنه لم يولّه نيابة حلب إلا لثقته به؛ [ثم]«٣» خرج الأمير إينال إلى محل كفالته فى ثالث عشره.
ثم فى سابع عشره خلع السلطان على الأمير الكبير جقمق العلائى بنظر البيمارستان المنصورى على العادة، وورد الخبر على السلطان: أن بمدينة بروسا، التى يقال لها برصا من بلاد الروم، وباء عظيما «٤» دام بممالك الروم نحو أربعة أشهر.
ثم ورد الخبر على السلطان بأن الأمير ناصر الدين بك ابن دلغادر قبض على الأمير جانبك الصوفى فى سابع عشر [شهر]«٥» ربيع الأول، وكان السلطان قدم عليه من البلاد الشامية كتاب، وفى ضمنه كتاب من عند شاه رخ بن تيمور لنك، يتضمن تحريض جانبك الصّوفى على أخذ البلاد الشامية، وأنه سيقدم عليه ابنه «٦» أحمد جوكى «٧» وبابا حاجى نجدة له على قتال سلطان مصر، فقبض على حامل هذا الكتاب