للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدم الخبر أيضا أنه قبض بدمشق على يرعلى الدّكرى وشنق، وأن تغرى برمش نائب حلب كان نزل على حلب وصحبته الأمير طرعلى بن سقل سيز، والأمير على باى بار بن إينال بجمائعهما من التركمان، والأمير غادر بن نعير بعربه من آل مهنّا، والأمير فرج وإبراهيم ولدا «١» صوجى، والأمير محمود ابن الدّكرى أيضا بجمائعهم من التركمان، وعدة الجميع نحو ثلاثة آلاف فارس، وأن تغرى برمش خيمّ بالجوهرى وبعث بعدة كبيرة إلى خارج باب المقام، فخرج إليه الأمير بردبك العجمى، الذي ولى نيابة حماة، وقد قدم حلب من أيام، ومعه جماعة من أمراء حلب ومن تركمان الطاعة، ومن العامة.

فكانت بينهم وقعة هائلة، قتل فيها وجرح جماعة كثيرة من الفريقين، وعاد كل منهما إلى مكانه، ثم التقى الجمعان ثانيا فى يوم الجمعة خامس عشرين شوال على باب النّيرب «٢» واقتتلوا يوما وليلة قتالا شديدا، قتل فيه عدة كبيرة من الناس، وجرح نائب حماة، وطائفة من أمراء حلب، ثم رجع كل فريق إلى موضعه، ورحل تغرى برمش من موضعه فى يوم الأحد سابع عشرينه، ونزل بالميدان، والحرب مستمر، والعامة تبذل جهدها فى قتاله، إلى أن كان يوم الخميس ثانى ذى القعدة أحضر تغرى برمش آلات الحصار من مكاحل النّفط والسلالم والجنويّات «٣» إلى باب الفرج، ونصب صيوانه تجاه سور حلب، وجدّ فى قتال الحلبيين.

هذا وأهل حلب يد واحدة على قتاله طول النهار مع ليلة الجمعة بطولها، وأهل حلب يتضرعون ويدعون الله تعالى، فلما أصبح نهار الجمعة، رحل تغرى برمش عن مكانه، وعاد إلى الميدان، بعد أن كانت القضاة وشيوخ العلم والصلاح، وقفوا بالمصاحف والرّبعات