وفى هذا الشهر، تكلم زين الدين يحيى الأشقر ناظر الديوان المفرد، مع الأمير قيزطوغان العلائى الأستادار، بأنه يكلم السلطان فى إخراج جميع الرّزق الإحباسية والجيشية التى بالجيزة «١» وضواحى القاهرة، وحسّن له ذلك، حتى تكلم قيزطوغان المذكور فى ذلك مع السلطان وألح عليه، ومال السلطان لإخراج جميع الرّزق المذكورة، إلى أن كلمه فى ذلك جماعة من الأعيان ورجّعوه عن هذه الفعلة القبيحة، فاستقر الحال على أنه يجبى من الرزق المذكورة، فى كل سنة عن كل فدان، مائة درهم من الفلوس، فجبيت، واستمرت إلى يومنا هذا فى صحيفة زين الدين المذكور، لأنه «٢»[هو]«٣» الدالّ عليها، والدال على الخير كفاعله وكذلك الشّر.
ثم فى يوم الثلاثاء أول شهر رمضان، ورد الخبر على السلطان بالقبض على الأمير قنصوه النّوروزى، وكان له من يوم وقعة الجكمى فى اختفاء، فرسم بسجنه بقلعة دمشق، وقانصوه هذا من أعيان الأمراء المشهورين بالشجاعة وحسن الرمى بالنّشّاب، غير أنه من كبار المخاميل الفلاسة المديونين.
ثم فى يوم السبت ثانى عشر [شهر]«٤» رمضان، خلع السلطان على القاضى معين الدين عبد اللطيف ابن القاضى شرف الدين أبى بكر، سبط العجمى، باستقراره فى نيابة «٥» كتابة السر بعد وفاة أبيه.
ثم فى يوم الاثنين تاسع عشر شوال، برز أمير حاجّ المحمل الأمير تمرباى رأس نوبة النوب، بالمحمل، وأمير الركب الأول سودون الإينالى المؤيدى، المعروف بقراقاس، أمير عشرة. وحج فى هذه السنة ثلاثة من أمراء الألوف: تمرباى المقدم ذكره، والأمير تمراز القرمشى أمير سلاح، والأمير ظوخ من تمراز الناصرى،