له باستقراره فى الوظيفة، ويظهر له بذلك النصح، إلى أن انفعل له طوغان وسأل الإقالة، فأقاله السلطان، وخلع على الزينى عبد الرحمن بن الكويز بالأستادارية.
واستمر زين الدين على وظيفة نظر ديوان المفرد، وقد تفتحت له أبواب أخذ الأستادارية، لسهولة ابن الكويز وخروج قيز طوغان من مصر، فإنه كان لا يحسن به المرافعة فى طوغان ولا السعى عليه بوجه من الوجوه، فسلك فى ذلك ما هو أقرب لبلوغ قصده، بعزل طوغان وولاية ابن الكويز، حتى تم له ذلك، ولبس الأستادّاريّة ونعت بالأمير، لكنه لم يتزيّا بزىّ الجند، بل استمر على لبسه أولا: العمامة والفرجية، فصار فى الوظيفة غير لائق، كونه أستادارا وهو بزى الكتبة، وأميرا ولا يعرف باللغة التركية، ورئيسا وليس فيه شيم الرئاسة؛ وكانت ولايته وسعادته غلطة من غلطات الدهر، وذلك لفقد الأمائل. [الكامل] :
خلت الرّقاع من الرّخاخ ... ففرزنت فيها البياذق «١»
وتصاهلت عرج الحمير ... فقلت: من عدم السّوابق
وفيه خلع السلطان على الأمير أقبردى المظفرى الظاهرى [برقوق]«٢» ، أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، وندبه «٣» للتوجه إلى مكة المشرفة، وصحبته من المماليك