للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبى الفرج، نقب الجيش، أن يأخذ السفطى، ويمضى به إلى بيت قاضى القضاة الشافعى، ثانيا، لسماع بيّنة الإكراه منه لقاسم الكاشف، فتوجّه السفطى وسمع ذلك، وذكر أن له دافعا «١» وخرج ليبديه، فبلّغ بعض أعداء السفطى السلطان أنه يمتنع من التوجه إلى الشرع، ووغّر خاطر السلطان عليه، فأمر السلطان قانى بك السيفى يشبك ابن أزدمر [١٣٩] أحد الدوادارية، فى يوم الأحد سلخ [شهر] «٢» رجب، أن يتوجه إلى السفطى ويأخذه ويمضى به إلى حبس المقشرة «٣» ، ويحبسه به مع أرباب الجرائم، فتوجه إليه قانى بك المذكور، وحبسه بالمقشرة، وقد انطلقت الألسن بالوقيعة فى حقه، ولولا رفق قانى بك به لقتلته «٤» العامة فى الطريق. ومن لطيف ما وقع للسفطى، أنه لما حبس بسجن المقشرة، دخل إليه بعض الناس، وكلمه بسبب شىء من تعلقاته، وخاطبه الرجل المذكور «٥» بيامولانا قاضى القضاة، فصاح السفطى بأعلى صوته:

«تقول لى قاضى القضاة! أما تقول: يالص يا حرامى يا مقشراوى!» فقال له الرجل:

«يالص يا حرامى يا مقشراوى!» .

ثم فى يوم الاثنين أول شعبان، وصل الأمير تنم من عبد الرزاق المؤيدى المعزول عن نيابة حلب، وطلع إلى السلطان، وقبّل الأرض، فأكرمه السلطان وخلع عليه، وأجلسه تحت أمير مجلس جرباش الكريمى، وأنعم عليه بإقطاع قانى باى الحمزاوى، وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش؛ كل ذلك بعناية عظيم الدولة الصاحب جمال الدين ناظر الخاص لصحبة كانت بينهما.

وفى هذا اليوم، أخرج ولىّ الدين السفطى من سجن المقشرة، وذهب ماشيا من