الشارع الأعظم، وعليه من الذل والصغار ما أحوج أعداءه الرحمة عليه، وحاله كقول القائل:[السريع]
لم يبق إلا نفس خافت «١» ... ومقلة إنسانها باهت
رثى «٢» له الشامت مما به ... يا ويح من يرثى له الشامت «٣»
قلت: وأحسن من ذا «٤» ، [قول]«٥» من قال:
يا من علا [و]«٦» علوّه ... أعجوبة بين البشر
غلط الزّمان برفع قد ... رك ثم حطّك واعتذر «٧»
ويعجبنى أيضا فى هذا المعنى، قول القائل:[البسيط]
لو أنصفوا أنصفوا، لكن بغوا فبغى ... عليهم، فكأن العزّ لم يكن
جاد الزّمان بصفو ثم كدّره ... هذا بذاك، ولا عتب على الزمن
وقد سقنا أحوال أبى الخير هذا فى ترجمته فى تاريخنا «المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى» بأوسع من هذا، [إذ سياق]«٨» الكلام منتظم مع سياقه «٩» فى محل واحد؛