للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم فى يوم الخميس تاسع عشر شعبان، ورد الخبر على السلطان بموت الأمير بردبك العجمى الجكمى، أحد مقدمى الألوف بدمشق، فأنعم السلطان بإقطاعه على الأمير بيغوت الأعرج المؤيدى.

ثم فى يوم الأحد ثانى عشرينه، نزل السلطان من القلعة وشق القاهرة، وسار حتى نظر المدرسة التى جدد بناءها الجمالى ناظر الخواص، بسويقة الصاحب، ثم عاد من المدرسة، ونزل إلى بيت ابنته زوجة الأمير أزبك من ططخ الساقى الظاهرى، أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، بدرب الطنبذى بسويقة الصاحب، وأقام عندها ساعة جيدة، ثم ركب وطلع إلى القلعة. وبعد طلوعه أرسل إلى الأمير أزبك بعدة خيول خاص ومماليك وأصحن حلوى كثيرة، فقبل الحلوى ورد ما سواها.

ثم فى يوم الاثنين ثالث عشرين شعبان من سنة خمس وخمسين المذكورة، رسم السلطان بتفرقة دراهم الكسوة، على المماليك السلطانية على العادة فى كل سنة، لكل مملوك ألف درهم، فامتنعوا من الأخذ، وطلبوا الزياده، وبلغ السلطان الخبر، فغضب من ذلك وخرج من وقته ماشيا حتى وصل إلى الإيوان، وجلس على السّلّمة السفلى بالقرب من الأرض، واستدعى كاتب المماليك أسماء جماعة فلم يخرج واحد، وصمموا على طلب الزيادة، وصاروا عصبة واحدة، فلم يسع السلطان إلا أن دعا عليهم، وقام غضبانا، وسار حتى وصل إلى الدّهيشة. واستمروا المماليك على ما هم عليه، وحصل أمور، إلى أن وقع الاتفاق على أنه يكون لكل مملوك من المماليك السلطانية ألفا «١» درهم، ورضوا بذلك، وأخذوا النفقة المذكورة، وقد تضاعف أمرها على ناظر الخاص.

ثم استهل [شهر] «٢» رمضان، أوله الاثنين والناس فى أمر مريج من الغلاء المفرط فى سائر المأكولات لا سيما اللحوم، هذا مع اتساع الأراضى بالرى، واحتاجت الفلاحون