صفد، بعد شغورها أشهرا من يوم مات الجمالى يوسف بن يغمور. وفى هذا اليوم أيضا وصل المقام الغرسى خليل ابن الملك الناصر فرج ابن الملك الظاهر برقوق، من ثغر الإسكندرية، وقد رسم له بالتوجه إلى الحجاز لقضاء الفرض، وطلع إلى السلطان، فأكرمه السلطان إلى الغاية، وهذا شىء لم يسمع بمثله، من أن ابن السلطان وله شوكة، يمكّن من سفر الحجاز، فلله درّه من ملك «١» ، وقد حكينا طلوعه إلى القلعة واجتماعه بالسلطان، فى ذهابه وإيابه فى «الحوادث» بأطول من هذا «٢» .
وفى يوم الأربعاء ثامن عشره، ورد الخبر بقتل طوغان السيفى آقبردى المنقار «٣» ، نائب الكرك، على ما سنذكره فى الوفيات من هذه الترجمة.
ثم فى يوم تاسع عشره، برز الأمير دولات باى المحمودى الدّوادار الكبير، أمير حاج المحمل، بالمحمل. وكان الحاج فى هذه السنة ركبا واحدا، وهذه حجة دولات باى المذكور الثانية، أمير الحاج، فلما خرج دولات باى إلى بركة الحاج، رسم له بأن يجعل دواداره فارس، أمير الركب الأول، ووقع ذلك، وسافر ابن الملك الناصر صحبة المحمل.
ثم فى يوم الثلاثاء رابع عشرين شوال، رسم السلطان لطقتمر البارزى رأس نوبة الجمدارية، أن يتوجه إلى القدس الشريف، لإحضار الأمير يشبك الصوفى المؤيّدى منه، إلى القاهرة، ليتجهز ثم يعود إلى دمشق أتابكا بها، عوضا عن خير بك المؤيدى