المؤمنى من تحت قلعة الجبل، ودفن بالقرافة الصغرى تجاه شباك الإمام الشافعى وهو فى حدود [١٨٨] الأربعين من العمر تخمينا. وكان ولى قضاء دمشق بعد موت والده، ثم نقل إلى نظر جيشها، ثم قدم القاهرة وتولى نظر جيش مصر، بعد عزل القاضى محب الدين بن الأشقر، لوظيفة نظر جيش دمشق، فلم ينتج أمره، وعزل بعد أشهر، وخلع عليه باستقراره [على]«١» وظيفة نظر جيش دمشق.
ثم قدم القاهرة بعد ذلك ودام بها عند حميه «٢» المقر الكمالى بن البارزى كاتب السر، إلى أن مرض وطال مرضه، إلى أن مات فى التاريخ المذكور. وكان شابا طوالا جميلا جسيما طويل اللحية جدا، كريما مفرط الكرم، ومات وعليه جمل من الديون، فوفى «٣» موجوده بقضائها، رحمه الله تعالى.
وتوفى الشيخ عز الدين عبد العزيز شيخ الصّلاحية بالقدس الشريف، فى أوائل شهر رمضان، وتولّى عوضه مشيخة الصلاحية، جمال الدين عبد الله بن جماعة بمال بذله فى ذلك؛ وكان عزّ الدين فقيها عالما مفتيا، وتولى نيابة الحكم بالقاهرة سنين كثيرة، رحمه الله تعالى.
وتوفى الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن رجب بن الأمير طيبغا المجدى الشافعى، فى ليلة العاشر من ذى القعدة. وصلى عليه بجامع الأزهر. وكان مولده بالقاهرة فى سنة سبع وستين وسبعمائة، وبها نشأ واشتغل حتى برع فى الفقه والعربية والحساب والفرائض. والهيئة والهندسة، وصنّف وأقرأ وأشغل وانتفع به الناس.
وكان أجلّ علومه «٤» الفرائض والحساب والهندسة «٥» ، ويشارك فى غير ذلك.