للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفى الشيخ الإمام «١» [الصالح] «٢» المعتقد يوسف [بن محمد بن جامع] «٣» البحيرى، نزيل جامع الأزهر، فى ليلة الأحد حادى عشر «٤» ذى القعدة، وصلى عليه من الغد، فى جامع الأزهر، وحضرت غسله والصلاة عليه ودفنه، لصحبة كانت بيننا قديما. وكان شيخا جميل الطريقة قائما بقضاء حوائج الناس، ولأرباب الدولة والأكابر فيه اعتقاد كبير ومحبة، رحمه الله [تعالى] «٥» .

وتوفى الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله السيفى سودون المحمدى الظاهرى. وكانت شهرته أيضا على شهرة أستاذه سودون المحمدى، وهو على نيابة قلعة دمشق، فى أوائل صفر. كان خاصكيّا فى دولة الأشرف برسباى، ورأس نوبة الجمدارية، وولى نظر الحرم بمكة المشرفة غير مرة، وهو الذي هدم سقف البيت الحرام وجدّده، وعظم ذلك على أرباب الصلاح وأهل العلم، بل ربما خرج بعضهم من مكة خشية من سخط [ينزل] «٦» بها، لكون البيت صار بلا سقف عدة أيام، وكان هدمه لسقف البيت من غير أمر يوجب ذلك، أراد بذلك التقرب إلى الله تعالى «٧» بهذه الفعلة، فوقع فى أمر كبير وهو لا يدرى- كعادة صلحاء الجهّال- فكان حاله فى هذا كقول القائل:

[الخفيف] :

رام نفعا فضرّ من غير قصد ... ومن البرّ ما يكون عقوقا «٨»

ومن يوم هدم سودون سقف الكعبة، صار الطير يجلس على البيت الشريف،