وتوفى السيد الشريف أبو القاسم بن حسن بن عجلان الحسنى المكّى المعزول عن إمرة مكة، قبل تاريخه، وكان قدم صحبة الحاج ليسعى فى إمرة مكة، فأدركته منيّته بالقاهرة، بالطاعون، فى ليلة الاثنين العشرين من صفر، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمنى من تحت القلعة.
وتوفيت «١» زوجة السلطان الملك الظاهر جقمق خوند نفيسة «٢» بنت الأمير ناصر الدين بك بن دلغادر، بالطاعون فى يوم الثلاثاء حادى عشرين صفر.
وتوفى الأمير سيف الدين بختك بن عبد الله الناصرى، أحد أمراء العشرات [وصهر يشبك الفقيه]«٣» بالطاعون، فى يوم الأربعاء ثانى عشرين صفر؛ وكان لا بأس به.
وتوفى الأمير مغلباى طاز بن عبد الله الساقى الظاهرى، بعد أن تأمّر بنحو العشرة أيام، فى يوم الأربعاء ثانى عشرين صفر، وكان من مماليك الملك الظاهر جقمق الأجلاب وأحد خواصّه، وكان لا ذات ولا أدوات.
وتوفى الشيخ الإمام العالم المعتقد محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن سلطان، المعروف بالشيخ محمد بن سلطان الغزّى الأصل، المصرى الدار والوفاة، الشافعى [الصوفى القادرى]«٤» ، فى يوم الأحد سادس عشرين صفر؛ وكان الناس فيه على قسمين: ما بين معتقد ومنتقد، والأول أكثر؛ وكان إماما عالما بفنون، وله اشتغال قديم، وله قدم فى العبادة والصلاح، وكان لا يتردد إلى أحد، والناس تتردد إليه من السلطان إلى من دونه [حتى وصفه غير واحد بالمنقطع ببيته]«٥» ، وكان يتهمه بعض الناس بمعرفة الكيميا أو طرف منها، لأنه عمر طويلا فى أرغد عيش