ونعمة، ولم يقبل من أحد إلا نادرا، وكان شيخا منوّر الشيبة [عطر الرائحة] مفوّها فصيحا شاعرا عالما صوفيا، ومات وسنه أزيد من تسعين سنة فيما أظن، وهو متمتع بحواسه، رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير سيف الدين تمرباى بن عبد الله التّمر بغاوى رأس نوبة النوب بالطاعون، فى يوم الأربعاء تاسع عشرين صفر، وهو فى عشر الستين.
وكان أصله من مماليك الأمير تمربغا المشطوب نائب حلب.
ثم خدم عند الأمير ططر؛ فلما تسلطن ططر جعله دوادارا ثالثا، فدام على ذلك مدة، إلى أن نقله الملك الأشرف إلى الدوادارية الثانية، بعد موت جانبك الدوادار الأشرفى، فباشر الدوادارية الثانية على الجندية أياما.
ثم أنعم عليه بإمرة عشرة.
ثم بعد مدة طويلة، بإمرة طبلخاناة، ودام على ذلك، إلى أن أنعم عليه الملك العزيز يوسف «١» بن السلطان الملك الأشرف برسباى «٢» ، بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية.
ثم صار نائب الإسكندرية مدة.
ثم عزل واستقر رأس نوبة النّوب، بعد انتقال قراخجا الحسنى إلى الأمير آخورية، فدام على ذلك إلى أن مات. وكان يعف عن المنكرات ويتصدق كثيرا، غير أنه كان عاريا من كل علم وفن، مع حدة خلق وبذاءة لسان، رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير سيف الدين أركماس بن عبد الله المؤيدى الأشقر. المعروف بالبواب. أحد أمراء العشرات ورأس نوبة فى يوم السبت سلخ شهر ربيع الآخر وكان مهملا [زائد الغفلة]«٣» ، غير متجمل فى ملبسه ومركبه، إلا أنه كان مشهورا بالشجاعة والإقدام «٤» .