الحجاب؛ ثم صار حاجبا ثانيا فى الدولة الظاهرية جقمق، ونفى غير مرة، وهو يعود إلى دون رتبته أولا، ولا زال يتقهقر إلى أن صار من جملة الحجاب الأجناد، وكان شيخا مسرفا على نفسه مهملا لم يشهر بتدين ولا شجاعة ولا كرم، عفا الله عنه.
وتوفى القاضى زين الدين عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدّمشقى الأصل والمولد والمنشأ المصرى الدار والوفاة، ناظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية، بطالا، بها فى يوم الثلاثاء رابع شوال بداره. فى وقت المغرب بخط الكافورى، ودفن من الغد بتربته التى أنشأها بالصحراء خارج القاهرة [فى قبر عيّنه لنفسه وأسند وصيته قاضى الحنابلة وغيره]«١» . ومولده بعد التسعين [وسبعمائة]«٢» أو فى حدودها، ونشأ بدمشق، وخدم القاضى بدر الدين بن الشهاب محمود، وبه عرف بين الناس، ثم اتصل بخدمة [الملك]«٣» المؤيد شيخ وهو على نيابة دمشق، ولازمه إلى أن قتل الملك الناصر وقدم معه إلى القاهرة، وسكن بالقرب منّا بالسبع قاعات، وهو فقير مملق.
فلما تسلطن [الملك]«٤» المؤيد شيخ، قرّبه وأدناه، وولاه نظر الخزانة، فانتقل من داره إلى دار أخرى بالقرب منها، ولما عظم أمره، سألنا فى السّكنى فى بعض دورنا، فأجبناه إلى ذلك، فسكنها عدة سنين، ومن يومئذ أخذ أمره فى نمو وزيادة، وعظم فى الدولة، وعمّر الأملاك الكثيرة، ثم أنشأ مدرسته بخط الكافورى تجاه داره، ثم ولى نظر الجيوش المنصورة [بالديار المصرية]«٥» بعد عزل المقر الكمالى ابن البارزى فى الدولة الظاهرية ططر، ولما ولى نظر الجيش، بعد ابن البارزى، قال المقريزى، وتمثل بقول أبى العلاء المعرى: