* ويا «١» نفس جدّى إن دهرك هازل «٢» * ودام عبد الباسط فى وظيفته نظر الجيش سنين، وعظم فى أوائل الدولة الأشرفية، ثم أخذ أمره فى إدبار عند الأشرف، وهو يحسن سياسته لا يظهر ذلك، ويبذل الأموال فى رضى الأشرف بكل ما تصل قدرته إليه، يعرف قولى هذا من كان له رتبة تلك الأيام وملازمة بخدمة الملك الأشرف برسباى، مع أنه لم يصف له الدهر فى خصوصيّته عند الأشرف السنة الواحدة، بل كان كلما زال عنه [واحد]«٣» انتشأ «٤» له آخر، فالأول جانبك الدوادار الأشرفى، كان عبد الباسط وغيره بين يديه كالأغنام فى حضرة الراعى، ثم انتشأ «٥» له البدر بن مزهر كاتب السر، فحاشره فيما هو فيه، وضيّق خناقه، إلى أن مات.
ثم جاءه الصفوىّ جوهر القنقبائى الخازندار، فكان عليه أدهى وأمر، ولا زال به حتى أوقعه فى أمور وغرمات، ثم حمّله الوزر ثم الأستادّاريّة، فلا زال يحجل فى الأستادّارية مع ما يلزمه من الكلف مع ذلك، إلى أن مات الأشرف، وتسلطن ولده الملك العزيز يوسف، فقاسى فى الدولة العزيزية خطوبا من بهدلة المماليك الأشرفية له بكل