حوانيت القاهرة، فأغلقت القاهرة في الحال، وماحت الناس، وتعطلت المعايش، وحصل على الرعية من الانزعاج أمر كبير من غير موجب- انتهى.
وفي هذه الأيام كان الفراغ من مدرسة السلطان التي هدمها وبناها بالصحراء، وقرئ بها ختمة شريفة، وحضرت الأعيان من الأمراء وغيرهم ما خلا السلطان.
ثم في يوم الاثنين ثالث شهر رجب من سنة ستين المذكورة أفرج السلطان عن زين الدين [يحيى]«١» الأستادار، ورسم له بأن ينزل إلى بيت الصّاحب جمال الدين ليحمل ما تقرّر عليه إلى الخزانة الشريفة- وهو مبلغ عشرة آلاف دينار- ثم ينفى بعد تغليقه المال إلى حيث يأمر به السلطان، ولما غلّق ما ألزم به من المال، سافر في يوم الاثنين أول شعبان إلى المدينة الشريفة من على طريق الطّور.
ثم سافر قاصد ابن عثمان إلى جهة مرسله في يوم الجمعة خامس شعبان، وتبعه قاصد السلطان إلى ابن عثمان المذكور، وهو السّيفى قانى باى اليوسفى المهمندار.
وفيه ورد الخبر على السلطان بأن السلطان إبراهيم بن قرمان صاحب لارندة «٢» وغيرها من بلاد الرّوم طرق معاملة السلطان، واستولى على مدينة طرسوس وأذنة «٣» وكولك «٤» ، فغضب السلطان من ذلك، وأمر بخروج تجريدة من الدّيار المصريّة لقتال ابن قرمان المذكور، وعيّن جماعة من الأمراء والمماليك يأتى ذكرهم عند سفرهم من القاهرة.