وسعر الذهب يوم ذاك أربعمائة الدينار، فوصل لكل واحد منهم- أعنى المماليك المعينين- أربعون ألفا، وهذا شىء لم نسمع بمثله، وأكثر ما فرّق الملوك السالفة في معنى النفقة مائة دينار، وسعر الدينار في ذلك الوقت ما بين مائتين وعشرين درهما الدينار إلى مائتين وثمانين الدينار، لا بهذا السعر الزائد، فشكر كل أحد السّلطان على هذه الفعلة.
وكان عدة من أخذ النفقة من المماليك المذكورين أربعمائة مملوك وثلاثة مماليك، ثم أرسل السلطان بالنفقة إلى الأمراء المجرّدين، فحمل إلى الأمير خشقدم الناصرى المؤيّدى أمير سلاح- وهو مقدّم العسكر يوم ذاك- بأربعة آلاف دينار، ثم أرسل لكل من أمراء الألوف لكل واحد بثلاثة آلاف دينار، وهم: قرقماس الأشرفى رأس نوبة النّوب، وجانبك القرمانى الظاهرى حاجب الحجّاب، ويونس العلائى الناصرى، ثم حمل لكل من أمراء الطبلخانات بخمسمائة دينار، ولكل أمير عشرة مائتى دينار. يأتى ذكر أسماء الجميع عند خروجهم من الديار المصرية إلى جهة ابن قرمان.
ثم في يوم الخميس العشرين من شهر ربيع الآخر المذكور عزل السلطان علىّ ابن إسكندر عن ولاية القاهرة، وأعاد خيربك القصروى لولاية القاهرة كما كان أوّلا.
ثم في يوم الخميس خامس جمادى الأولى برز الأمير خشقدم أمير سلاح ومقدّم العسكر بمن معه من الأمراء والعساكر من القاهرة إلى الرّيدانيّة خارج القاهرة، والأمراء هم:
الأربعة من مقدمى الألوف المقدم ذكرهم.
والطبلخانات: جانبك الناصرى المرتدّ، وخيربك الأشقر «١» المؤيّدى الأمير آخور الثانى، وبردبك البجمقدار الظاهرى رأس نوبة.
ومن أمراء العشرات ستة أمراء وهم: تمرباى من حمزة الناصرى المعروف بططر،