وفي يوم الخميس خامس عشر شهر رمضان استقرّ الزّينى مثقال الظاهرى المعروف بمثقال الحبشى، نائب مقدم المماليك، بعد عزل صندل الظاهرى بحكم عزله.
وفي ليلة السبت ثامن شوال تسحّب على بن الأهناسى، وشغرت عنه وظيفتا الخاص والوزر، فاستقرّ عوضه في الوزر الصاحب مجد الدين بن البقرى، وفي الخاص القاضى تاج الدين بن المقسى، مضافا للجيش.
وفي يوم الاثنين سابع عشره خرج الأمير بردبك هجين الظاهرى أمير حاج المحمل بالمحمل إلى بركة الحاج، وأمير الركب الأول الشهابى أحمد بن الأتابك تنبك.
وفي يوم الخميس العشرين من ذى القعدة أعيد قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى لمنصب القضاء، بعد عزل قاضى القضاة شرف الدين المناوى.
وفي ليلة الجمعة سادس عشرين ذى القعدة عمل عظيم الدولة الأمير جانبك الظاهرى الدّوادار وليمة عظيمة بالقبّة التي بناها تجاه جزيرة الروضة، وقد احتفل لهذه الوليمة احتفالا عظيما وحضرها جميع أعيان الدولة بأسرهم، ما خلا بعض أمراء الألوف، لعدم طلبهم، وقد حكينا أمر هذه الوليمة في تاريخنا «حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور» ومن عظم هذه الوليمة لهج الناس بأنها تمام سعده، فلما كان يوم الثلاثاء أوّل ذى الحجة قتل الأمير جانبك المذكور بقلعة الجبل، داخل باب القلّة، تجاه باب الجامع الناصرى الشرقى فى الغلس قبل تباين الوجوه، وقتل معه خچداشه الأمير تنم رصاص الظاهرى محتسب القاهرة وأحد أمراء الطبلخانات، وكان قتلهما بيد المماليك الأجلاب الذين أنشأهم الملك الظاهر خشقدم.
ولما أن طلع النهار المذكور قبض السلطان في الحال على ستة أمراء من الظاهرية، وهم: سودون الشمسى [المعروف بالبرقى]«١» الأمير آخور الثانى، وقانصوه اليحياوى، وأزدمر، وطومان باى، ودمرداش، وتغرى بردى ططر، والجميع رءوس نوب،