الأمير يشبك البجاسى نائب حلب إلى القدس بطالا، ثم آل أمره إلى حبس دمشق، وأزدمر هذا خلاف أزدمر تمساح المقدّم ذكره.
وفي يوم السبت ثالث عشره وصل الأمير سودون الشمسى البرقى أحد أمراء الألوف بدمشق إلى خانقاه سرياقوس، فمنعه السلطان من الدخول إلى الديار المصرية، وأرسل إليه بفرس بسرج ذهب وكنبوش زركش وكاملية بمقلب سمّور، وطيّب خاطره.
وفي يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة ضرب السلطان القاضى تقي الدين بن الطيورى الحلبى الحنفى المعروف بخروف بالإسطبل السلطانى في الملأ ضربا مبرحا؛ لسوء سيرته وقبح سريرته، وأرسله في الجنزير إلى بيت القاضى المالكى ليدّعى عليه بأمور، فاستمر في الجنزير إلى يوم الأحد ثامن عشرينه، فأحضروه إلى بيت القاضى كاتب السّرّ الشريف، فادعى عليه بأمر ذكرناه في «الحوادث»«١» ، فحكم القاضى بدر الدين محمد ابن القطّان الشافعى فيه، وضربه ثلاثين عصاة، وكشف رأسه، وأشهره وهو مكشوف الرأس مقطع الأكمام إلى الحبس، ثم نفى بعد ذلك إلى جهة البلاد الشامية.
وفي هذه الأيام قويت الإشاعة بأن الأمير خيربك يريد القبض على السلطان وعلى الأتابك قايتباى المحمودى إذا طلع إلى القلعة في ليالى الموكب، وأنه قد اتفق مع خچداشيته الأجلاب على ذلك، الذين هم من جنسه جنس أبزة، وأن خچداشيته الچراكسة تخالفه وتميل إلى الأمير كسباى الدّوادار الثانى، وكسباى المذكور هو صهر الملك الظاهر تمربغا أخو زوجة السلطان، وأما الأتابك قايتباى فإنه أخذ حذره من هذه الإشاعة، واحترز على نفسه، وامتنع في الغالب من الطلوع إلى القلعة فى ليالى الموكب وصلاة الجمعة مع السلطان، وصار يعتذر عن طلوع القلعة بأمور مقبولة وغير مقبولة، لكن كان يطلع أيام الموكب في باكر النهار بقماش الموكب وينزل