للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه مقبرة أمة محمد؛ وكان بمصر إبراهيم الخليل وإسماعيل ويعقوب ويوسف واثنا عشر سبطاً.

ومن فضائلها: أنها فرضة الدنيا يحمل من خيرها إلى سواحلها؛ وبها ملك يوسف عليه السلام؛ وبها مساجد إبراهيم ويعقوب وموسى ويوسف عليهم السلام؛ وبها البرابي العجيبة والهرمان، وليس على وجه الأرض بناء باليد حجراً على حجر أطول منهما.

وقال أبو الصّلت: طول كل عمود منهما ثلثمائة وسبعة عشر ذراعاً، ولكل أربعة أسطحة ملسات متساويات الأضلاع، طول كل ضلع أربعمائة وسبعون ذراعاً؛ واختلف فيمن بناهما، فقيل: شداد بن عاد «١» ، وقيل: سويرد، وقيل: سويد، بناهما في ستة أشهر وغشاهما بالديباج الملون، وأودعهما الأموال والذخائر والعلوم خوفاً من طوفان يأتي.

وقال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه الكاتب: بناهما سويرد بن سلهوق بن سرياق بن ترميل دون بن قدرشان بن هو صال، أحد ملوك مصر قبل الطوفان الذين كانوا يسكنون مدينة الاشمونين. والقبط تنكر أن تكون العادية دخلت بلادهم لقوة سحرهم. وهذا يؤيد قول من قال بعدم بناء شداد بن عاد لهما. قال: وسبب بناء الهرمين العظيمين اللذين بمصر أنه كان قبل الطوفان بثلاثمائة سنة قد رأى سو يرد في منامه كأن الأرض قد انقلبت بأهلها، وكأن الناس قد هربوا على وجوههم، وكأن الكواكب تتساقط ويصدم «٢» بعضها بعضاً بأصوات هائلة، فأغمه ذلك ولم يذكره