للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مولاك الأمير! فقال: أرونى إن كان هو مولاى لم أقاتله، وإن كان هؤلاء «١» الأروام أقاتلهم كلّهم ونموت جميعا: فلما رأى الأمير هارون رمى بنفسه عن دابّته إلى الأرض، فغمز ابن أبىّ الرّجّالة عليه فتعاوروه «٢» بأسيافهم حتى قتل، ونهبت داره؛ ورجع هارون إلى دار الإمارة. ثم بعد مدّة قدّم هارون القائد لحجا وكان من أصاغر القوّاد لأبى الجيش خمارويه، وبلّغه مراتب غلمان أبيه الكبار. فغاظ ذلك بدرا وصافيا وفائقا لأنهم كانوا يرون تفوسهم أحقّ بذلك منه، ثم بعد ذلك نفى هارون صافيا الى الرملة فتأكّدت الوحشة بينهم وبين هارون؛ وبينما هم في ذلك أتاهم الخبر أنّ رجلا «٣» يزعم أنه علوىّ قد ظهر بالشأم في طائفة من الناس، فعاث أوّلا بنواحى الرّقّة ثم قدم الشأم، فاتصل خبره بطغج بن جفّ وهو يومئذ أمير دمشق، فتهاون به وركب إليه، وهو يظن أنه من بعض الأعراب، بغير أهبة ولا عدّة، ومعه البزاة والصّقورة كأنه خارج الى الصيد؛ فلما صافّه «٤» لقيه رجلا متلهفا «٥» على الشرّ لما تقدّم له من الظفر بجماعة من أعيان الملوك، فقاتله طغج فانهزم منه أقبح هزيمة ونهبت عساكره، وعاد طغج إلى دمشق مكسورا؛ فدخل قلوب الشاميّين منه فزع شديد؛ فكتب طغج إلى هارون هذا يستمدّه على قتاله؛ فأخرج إليه هارون بدرا الحمّامىّ وجماعة من القوّاد في جيش كثيف فساروا الى الشأم والتقوا مع الخارجىّ المذكور،