للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونخس في جنبه «١» بخشب، فلمّا خافوا عليه الموت ضربوا عنقه؛ ثم حضر محمد بن سليمان وخلع عليه الخليفة المكتفى ثم خلع على القوّاد الذين كانوا معه، وهم محمد بن إسحاق بن كنداج وحسين بن حمدان وأحمد بن إبراهيم بن كيغلغ وأبو الأغرّ ووصيف، وأمرهم الجميع بالسمع والطاعة لمحمد بن سليمان. ثم أمر الخليفة محمد بن سليمان بالتوجّه الى مصر لقتال هارون بن خمارويه صاحب الترجمة، فسار محمد بن سليمان بمن معه في شهر رجب، وكتب الى دميانة غلام يا زمان وهو يومئذ أمير البحر أن يقفل بمراكبه الى مصر؛ وسار الجيش قاصدا دمشق، فلما قربوا منها تلقّاهم بدر وفائق في جميع جيشهما لما في نفوسهما من هارون حسبما قدّمناه من تقديم من تقدّم ذكره عليهما؛ وصاروا مع محمد بن سليمان جيشا واحدا؛ وساروا نحو مصر؛ فاتّصلت أخبارهم بهارون بن خمارويه هذا، فتهيأ لقتالهم وجمع العساكر وأمر بمضربه فضرب بباب المدينة بعد أن نعق «٢» فى جنده وأمرهم بالتأهّب للرحيل، فاستعدّوا ثم رحلوا الى العبّاسة «٣» يريدون الشأم؛ وتربّص هارون بالعبّاسة أيّاما، وكتب لبدر وفائق يستعطفهما ويذكر لهما الحرمة وما يجب عليهما من حفظ ذمام الماضين من أبيه وجدّه، وصارت كتبه صادرة اليهم والى القوّاد بذلك؛ فبينما هو [ذات] ليلة بالعباسة وقد شرب وثمل ونام آمنا في مضربه إذ وثب عليه بعض غلمانه فذبحه،