وكان قد عظم أمره «١» وأساء السيرة في أصحابه، فقتله مماليكه الأتراك. وفيها بعث علىّ ابن بويه الى الخليفة الراضى يقاطعه على البلاد التى في حكمه في كلّ سنة ثمانية آلاف ألف درهم؛ فأجابه الى ذلك وبعث له [لواء و «٢» ] خلعا مع حرب بن إبراهيم «٣» المالكىّ.
وفيها تحكّم محمد بن ياقوت في الأمور واستقل بها، وبقى الوزير ابن مقلة معه كالعارية.
وفيها توفّى أحمد بن سليمان بن داود أبو عبد الله الطّوسىّ، مات وله ثلاث وثمانون سنة، روى عنه ابن شاذان وغيره. وفيها توفّى أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو جعفر الكاتب الدّينورىّ ابن صاحب" المعارف" و"" أدب الكاتب" وغيرهما، ولد ببغداد ثم قدم مصر وولى القضاء بها حتى مات في شهر ربيع الأوّل. وفيها توفّى عبيد الله بن «٤» محمد بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وكنيته أبو محمد ويلقّب بالمهدىّ، جدّ الخلفاء الفاطميّين المصريّين الآتى ذكرهم باستيعاب.
وأمّ عبيد الله هذا أمّ ولد. وولد هو بسلمية «٥» ، وقيل ببغداد، سنة ستين ومائتين.
ودخل مصر في زىّ التجّار، ثم مضى الى المغرب الى أن ظهر بسجلماسة «٦» ببلاد، المغرب في يوم الأحد سابع ذى الحجّة في سنة ستّ وتسعين ومائتين، وسلّم عليه بأمير المؤمنين في أرض الجوّانيّة؛ ثم انتقل الى رقّادة «٧» من أرض القيروان، وبنى المهديّة وسكنها. يأتى ذكر نسبهم وما قيل فيه من الطعن وغيره عند ذكر جماعة من أولاده ممن ملك الديار المصريّة بأوسع من هذا؛ لأنّ شرطنا في هذا الكتاب ألا نوسّع