للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيبان، عن خالد بن سُمَيْر، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، قال: حدّثنا أبو قَتَادَةَ الأنصاري فارسُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أنه سمع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لما ذَكرَ جيشَ الأمراء ونعاهم واحدًا واحدًا واستَغفرَ لهم قال: ثم أخذ اللواء خالدٌ سيفُ الله قال: ولم يكن من الأمراءِ، قال فرفع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ضَبْعَيْهِ (١) وقال: اللهم هو سيفٌ من سيوفك فانتصر به، قال: فيومئذٍ سُمي خالد سيف الله (٢).

قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني صفوان بن عَمْرو، عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجَعِيّ، قال: خرجت مع مَن خرج مع زَيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مُؤْتَةَ وَرَافَقَني مَدَدِيّ (٣) من اليمن ليس معه شيء غير سيفه، فَنَحَرَ رجلٌ من المسلمين جَزُورًا، فسأله المَددِيّ طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدّرق، ومضينا فلقينا جُموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرجٌ مُذْهَبٌ وسلاحٌ مُذْهَبٌ فجعل الروميّ يَفْرِي (٤) بالمسلمين، وقعد له المَدَدِيّ خَلْفَ صخرةٍ فَمرّ به الروميّ فَعَرْقَبَ فرسَه، فخَرَّ وعلاه بالسيف فقتله، وحاز فَرسَهُ وسِلَاحَه. فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد، فأخذ منه السَّلَب، قال عوفٌ: فأتيتهُ فقلت: يا خالد، أما عَلمتَ أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قضى بالسَّلَب للقاتل؟ قال: بَلَى. ولكني استكثرته. فقلت: لَتَرُدَّنَّهُ إليه أو لَأُعَرِّفَنَّكُمَا عند رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أن يردّ عليه. قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله فقصصنا عليه قِصَّةَ المَدَدِيّ وما فعل خالد: فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: يا خالد، ما حَمَلكَ على ما صنَعْتَ؟


(١) الضَّبْع بسكون الباء: وسَطُ العَضُد: وقيل هو ما تحت الإبط.
(٢) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه - مختصر ابن منظور ج ٨ ص ١٤.
(٣) مددي: تصحف في الأصل إلى "مدري" وصوابه من صحيح مسلم ولدى ابن الأثير في النهاية (مدد) وفيه حديث عوف بن مالك "خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مَدَدِيّ من اليمن" هو منسوب إلى المدد. وفي نفس المكان: وفي حديث أويس "كان عُمر إذا أتى أمداد أهل اليمن. . ." الأمداد: جمع مَدَد، وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد.
(٤) لدى ابن الأثير في النهاية (فرا) ومنه حديث غزوة مُؤْتَة "فجعل الرُّوميُّ يَفْرِي بالمسلمين" أي يبالغ في النكاية والقتل. وفي سنن أبي داود "يغرى بالمسلمين".