للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَرح مصر، فسأله النُوبةُ الصُّلْحَ والموادعة، فأجابهم إلى ذلك، فاصطلحوا على غير جِزْية، على هدية ثلاثمائة رأس في كل سنة، ويُهدي إليهم المسلمون طعامًا مثل ذلك (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا شُرَحْبِيل بن أَبِي عَوْن، عن عبد الله بن هُبَيْرة، قال: لما فتح عَمْرُو بن العاص الإسكندريةَ سار في جُنْدِه يريد المغرب حتى قدم برقة فصالح أهلها على الجزية وهي ثلاثة عشر ألف دينار، وأن يبيعوا من أبنائهم من أَحَبّوا في جِزْيتهم (٢).

قال محمد بن عمر: وكتب عَمْرُو بن العاص إلى عُمَرَ بن الخطاب يُخْبِره أَنّه وَلَّى عُقْبَةَ بن نافع الفِهْرِي، وأنه قد بلغ زَوِيلَةَ، وأَنَّ ما بين بَرْقَةَ وزَوِيلةَ سِلْم كلهم قد أطاع مُسْلِمُهم بالصَّدَقَة، وأَقَرَّ مُعَاهِدُهُم (٣) بالجِزْية. وقد وضعتُ على أهل [برقة] صلحًا صالحتهم عليه، ووضعنا على زَوِيلَةَ وما بيننا وبين زَوِيلَةَ ما نراهم يُطِيقُونه، وقد أمرت عمالي أن يأخذوا الصدقات من أغنياء المسلمين فيردّوها على فقرائهم، وأَنْ تُؤْخَذَ الجزيةُ من أهل الذمَّة فتحمل إِلَيَّ، ولا يقسم فيهم منها شيء، وأمرتُ في أرضيهم بمثل ما أمرتُ به في عين أموالهم أن يؤخذ من المسلمين رُبع عُشور مَا تَجَرُوا به، ويُؤخذ من زروعهم العُشُور ممّا سَقَتِ السماء، ونصف العُشر مِمّا سُقِي بالغَرْب (٤)، ويؤخذ من أهل الذمة الصلح الذي صالحنا عليه (٥)، ومن لم يُصالِح وُضِع على أرضه ما تُطِيق وَمَا يَقْوَى عليه فكتب إليه عمر يُصَوِّبُ رأيه، وكتب إليه وإن رأيتَ ضَعْفًا فَخَفِّفْ عنهم، واحْمِلْ جِزْيَتَهم إلى بيت مال المسلمين.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن شُرَحْبِيل بن أبي عون، عن أبيه وعن أبي


(١) ابن عبد الحكم: فتوح مصر ص ١٧٠ و ١٨٨ وتاريخ ابن عساكر: مختصر ابن منظور ج ١٧ ص ١٠٧.
(٢) ابن عبد الحكم ص ١٧٠.
(٣) البلاذري: فتوح البلدان ص ٢٦٥ وابن عساكر ج ١٧ ص ١٠٨.
(٤) الغَرْبُ: الدَّلْوُ العظيمة.
(٥) البلاذري: فتوح البلدان ص ٢٦٤ - ٢٦٥.