العجلاني عن محمّد بن كعب القرظي وعن عليّ بن مجاهد عن محمّد بن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عبّاس عن سلمان قال: أتيتُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو في جنازة رجل من أصحابه، فلمّا رآني مُقْبلًا قال لي: دُرْ خلفي، وطرَح رداءه فرأيتُ الخاتَم وقبَّلته. ثمّ دُرت إليه فجلست بين يديه، فقال: كَاتِبْ، فكاتبت على ثلاثمائة وديّة عالقة وأربعين أوقية من ذهب. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أَعِينُوا أخاكم، فكان الرجل يأتي بالوديّة والثنتين والثلاث حتى جمعوا لي ثلاثمائة، فقلت: كيف لي بعلوقها؟ فقال لي: انْطَلِقْ فَفَقّرْ لهَا بِيَدِكَ، فَفَقَّرتُ لها ثمّ أتيته فجاء معي فوضعها بيده، فما أخلفت منها واحدة وبقي الذهب، فبينا أنا عنده أُتي بمثل بيضة الحمامة من ذهب صَدَقة فقال: أيْنَ العَبْدُ المُكَاتبُ الفَارِسِيّ؟ فقمتُ فقال: خُذْ هَذِهِ فَأدِّ مِنْهَا، فقلت: وكيف تكفيني هذه! فمَسَح رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لسانه عليها، فوزنْت منها أربعين أوقية وبقي عندي مثل ما أعطاهم (١).
أخبرنا عليّ بن محمّد عن الصلت بن دينار عن عبد الله بن شقيق عن أبي صخر العُقَيلي قال: خرجتُ إلى المدينة فتلقّاني رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين أبي بكر وعمر يمشي، فَمَرّ بيهودي ومعه سِفْر فيه التوراة يقرؤها على ابن أخٍ له مريض بين يديه، فقال النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: يا يَهُودِيّ نَشَدْتُكَ بالّذي أنْزَلَ التّوْرَاةَ عَلى مُوسى وفَلَقَ البَحْرَ لبَني إسْرَائيلَ أتَجِدُ فى تَوْرَاتِكَ نَعْتِي وَصِفَتي وَمَخْرَجي؟ فأومأ برأسه أن لا، فقال ابن أخيه: لكني أشهدُ بالّذي أنزلَ التوراةَ على موسى، وفَلَق البحرَ لبَني إسرائيل، أنّه لَيَجد نَعتك وزَمانك وصِفتك ومَخرجك في كتابه، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، فقال النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: أقيمُوا اليَهُودِيّ عن صَاحِبِكُمْ، وَقُبِضَ الفتى، فصلَّى عليه النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وأجنَّه.
أخبرنا عليّ بن محمّد عن يعقوب بن داود عن شيخ من بني جُمَح قال: لمّا أتى النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، أُمّ معبد قال: هَلْ مِنْ قِرًى؟ قالت: لا، قال: فانتبذَ هو وأبو بكر، وراح ابنها بشُوَيهات فقال لأُمّه: ما هذا السَّواد الذى أرى مُنتبذًا؟