للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صوتَهُ، وكان رَفِيعَ الصوت، وكَشَفَ أنسٌ عن وجهه الخِرْقَةَ، وكان على وجهه خِرْقَةٌ سوداء، فقال: ما هذا؟ ما هكذا كانوا يفعلون؟ قال: فكان إذَا رَأى شيئًا يُنكره كَشفَ الخِرْقةَ عن وجهه (١).

قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد، قال: حدَّثني يزيدُ بنُ عبد الملك، عن المغيرة النوفلي، قال: حدَّثني يزيد بن خُصَيْفَةَ قال: تَنَخَّمَ أنسُ بن مالك في المسجد ونسِي أن يدفنها، ثم خرج حتى جاء إلى أهله، فذكرها فجاء بشعلة من نارٍ وطلبها حتى وجدها ثم حَفَر لها فأَعْمق فدفنها (٢).

قال: أخبرنا يحيى بن يَعْلَى بن الحارث المحاربي، قال: حدّثنا أَبِي، قال حدّثنا غَيلان، عَن قيس الهَمْدَانيّ، أنه سمع أنس بن مالك يقول: أَمَرَنَا كُبَرَاؤُنا من أصحاب محمد، - صلى الله عليه وسلم -، أن لا نَسُبّ أمراءَنا ولا نَغُشَّهم ولا نَعصيهم، وأن نتقي الله ونصبر، فإن الأمرَ إلى قريب.

قال: أخبرنا عَمرو بن عاصم الكِلَابِيّ، قال: حدّثنا سلّام بن مسكين، قال سمعتُ ثابتًا البُنَانِيّ يحدّثنا في بيت الحسن بن أبي الحسنِ والحسنُ شاهدٌ فقال ثابت: حدّثنا أنس بن مالك أن الحجّاجَ بن يوسف لما قَدِمَ العراق أرسل إليه فقال: يا أبا حمزةَ، إنك قد صَحبتَ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، ورأيتَ من عَملِه وسيرتِه ومنهاجه، فهذا خاتمي فليَكن في يَدِك فَأَرْتَئِي برأيك فلا أعملُ شيئًا إلا بأمرك، قال فقال له أنس: أنا شيخٌ كبيرٌ وقد ضَعفت وَرَققتُ وليس فِيَّ اليومَ ذاك. قال: قد عَمِلتَ لفلان وعَمِلتَ لفلان! فما بَالي، قال: فانظر أحدَ بَنِيك ممن تثق بدينه وأمانته وعقله، فقال: ما في بَنِيَّ أحدٌ أثق لكَ بِه، قال: حتى كثُر الكلام بينهما.

قال: أخبرنا المُعلّى بن أسَد، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن العُريان الحَارِثِيّ، قال: سمعتُ ثابتًا البُنانِيَّ قال: كنا مع أنس بن مالك يومَ الجمعة قال، فأخّر الحجّاجُ الصلاةَ قال فقام أنسٌ وهو يريد أن يُكلِّمَهُ فنهاه إِخوانُه ومن يُشْفِقُ عليه، قالوا: إنا نخافه عليك وعَلَى وَلدِك، قال: فما زالوا به حتى صَرفوهُ عن رأيه.


(١) الخبر لدى ابن عساكر: مختصر ابن منظور ج ٥ ص ٧٣.
(٢) الخبر لدى ابن عساكر: مختصر ابن منظور ج ٥ ص ٧٣.