للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المسيّب عن أبيه قال: كان سعيد بن المسيّب لا يرى الصحابة إلا من أقام مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، سنة أو سنتين، أو غزا معه غزوة أو غزوتين.

قال محمد بن عمر: ورأيت أهل العلم يقولون غير ذلك، ويذكرون جرير بن عبد الله وإسلامه قبل وفاة رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بخمسة أشهر أو نحوهما، وبعثه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، سَرية إلى ذي الخَلَصة فَهَدَمها، ووافى معه حجة الوداع، وروى عنه أحاديث، وصحبه إلى أن قبض رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.

وقالوا: كل مَنْ رأى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وقد أدركَ الحلم فأسْلَم وعقَل أمر الدين وَرَضِيَه فهو عندنا ممن صَحِبَ النبي، - صلى الله عليه وسلم -، ولو ساعةً من نهار، ولكن أصحابه على مَنَازلهم وطَبَقَاتهم وتَقَدّمهم في الإسلام، فيوصف كل رجل منهم بما أدرك من أمر النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وبما سمعه منه، فيرجع ذلك إلى صُحبته على قَدْر منازلهم من ذلك.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا شيبان عن جابر عن عامر عن البَرَاء بن عازب قال: كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره أن يسير إلى العراق، فكتب إليه خالد إن معي قومًا قد رقوا، وكان في أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ما أعلمتك من القتل والجراح فأمدني بجند، فقال عمر: يا خليفة رسول الله، هذا جرير بن عبد الله البجلي فأمده به في قومه. فأمدَّه أبو بكر وخرج في أربعمائة من قومه، حتى إذا كانوا قريبًا من اليمامة لقيهم مسير خالد من اليمامة إلى الحيرة، فعارضه جرير، فأدركه حين نزل على الماء، فنزل معه.

قال: فلم يزل جرير مع خالد مقامه بأرض العراق حتى خرج خالد إلى الشام، وبعث خالد جرير بن عبد الله وهو مقيم بالحيرة إلى قرية بالسواد يقال لها بانقيا، فلما اقتحم الفرات للعبور ناداه دهقانها صلوبا: لا تعبر أنا أعبر إليك. فعبر إليه فأعطاه الجزية، صالَحه على ألف درهم وطَيْلَسان، ثم شهد جرير يوم جسر أبي عُبيد، فلما قُتل أبو عُبيد وأهل الجسر نجا المثنى بن حارثة وجرير بن عبد الله بمن بقى من الناس.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني ربيعة بن عثمان ومعمر مولى ابن قسيط عن سعيد بن أبي صالح قال: لما انتهى إلى عمر مصاب أهل الجسر وقدم