للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمرك أن تبدأ؟ فقلت: قد قلْتُ له، فقال: بأيّهما شئت. وقلت له: يقول لك وافنى في دار المال. قال: ووعدهم دار المال إلى مَنْ جَمَعَ. قال: فدخلْتُ معهم، ووالله ما في الدار رجل إلّا من المهاجرين الأولين غيرى. قال: فذاك حين شاورهم واجْتُمِعَ على بيعة عثمان فبايعوه جميعًا.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدثنى شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه.

قال: وحدثنى عبد الحميد بن عمران بن أبى أنس، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة. قال: وحدثنا موسى بن يعقوب، عن عمه، عن ابن الزبير. قال: وحدثنا ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحُصين، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس. قالوا: بعث عثمان بن عفّان بالمسور بن مخرمة إلى معاوية يُعْلِمه أنه مَحْصُورٌ، ويأمره أن يبعث إليه جيشًا سريعًا يمنعونه، فلمّا قدم على معاوية وأبلغه ذلك، ركب معاوية نجائبه ومعه معاوية بن حُدَيْج، ومسلم بن عقبة، فسار من دمشق إلى عثمان عشرًا، فدخل المدينة نصف الليل، فدقّ باب عثمان فدخل فأكبّ عليه فقبل رأسه، فقال عثمان: فأين الجيش؟ فقال معاوية: لا والله ما جئتك إِلَّا في ثلاثة رهط، فقال عثمان: لا وصل الله رحمك، ولا أعزّ نصرك ولا جزاك عنى خيرًا، فوالله ما أُقتل إلّا فيك ولا يُنْقم على إلّا مِنْ أجلك، فقال معاوية: بأبي أنت وأمى إنى لو بعثت إليك جيشًا فسمعوا به عاجلوك فقتلوك قبل أن يبلغ الجيش إليك، ولكن معى نجائب لا تُساير، ولم يشعرْ بى أحدٌ، فاخرجْ معى، فوالله ما هى إِلَّا ثلاث ليالٍ حتّى ترى مَعالم الشام، فإنها أكثر الإسلام رجالًا، وأحسنه فيك رأيًا، فقال عثمان: بئس ما أشرتَ به، وأبىَ أن يجيبه إلى ذلك.

فخرج معاوية إلى الشام راجعًا، وقدم المسور يريد المدينة، فلقى معاوية بذى المَرْوَةَ راجعًا إلى الشام، فقدم المسور على عثمان وهو ذامٌّ لمعاوية غيرُ عاذرٍ له. فلمّا كان في حصره الآخر بعث المسْورَ أيضًا إلى معاوية فأغذّ السير حتّى قدم عليه فقال: إن عثمان بعثنى إليك لتبعث إليه الرجال والخيول، وتنصره بالحق وتمنعه من الظلم.

فقال: إن عثمان أحسن فأحسن الله به، ثمّ غيّر فغيّر الله به، فشددت عليه، فقال: يا مسورُ، تركتم عثمان حتّى إذا كانت نفسه في حنجرته، قلتم: اذهب