للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: رأيت المسور بن مخرمة حين خرج إلى مكّة في وجهه الذى قُتِلَ فيه، كَتَبَ وصيَّتَهُ، ودفعها مختومةً إلى رجال من بنى زهرة، وأشْهدهم أنْ ما فيها حقّ، وأمرهم أن يَشْهدوا على ما فيها وهى مختومة، فقبضوها على ذلك، فلمّا قُتل المسور دفعوا الكتاب إلى عبد الرحمن بن المسور، وكانت الوصيّةُ إليه، فَأَنْفَذَ ما فيها.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حَدَثَّنَا زكريا بن يحيى السعدى، عن أبيه، عن عطاء بن زيد الليثى، عن سفيان، أو شقير مولى مروان بن الحكم، قال: لحِقَ المسورُ بابنِ الزبير بمكةَ، فأقام معه هناك، وابنُ الزبير لا يقْطَعُ أمْرًا دونه (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدثنى شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: لمّا دنا الحصينُ بن نمير من مكّة، أخرج المسورُ بن مخرمة سلاحًا قد حمله من المدينة ودروعا فَفَرَّقَها في مواليه، كُهول فُرسٍ جُلدٍ، فدعانى ثمّ قال لى: يا مولى عبد الرحمن بن مسور. قلت: لبيك، قال: اختر درعًا من هذه الدروع. قال فاخترت (٢) درعًا وما يُصْلِحُها، وأنا يومئذ شابٌّ غُلامٌ حَدَثٌ، قال: فرأيت أولئك الفُرس قد غَضِبوا، وقالوا: تُخيّر هذا الصبى علينا، والله لو جاء الجِدُّ لَتَرَكَكَ. قال المسور: لتجدُنَ عنده حزمًا. فلمّا كانت الوقعة، لبس المسور سلاحه درعًا وما يُصْلِحُها، وأَحْدَقَ به مواليه، ثمّ انكشفوا عنه، واختلط الناسُ، فالمسور يضربُ بسيفه، وابن الزبير في الرعيل الأول يَرْتَجِزُ قُدُمًا، ومصعبُ بن عبد الرحمن معه يفعلان الأفاعيل، إلى أَنْ أَحْدَقَتْ جماعةٌ منهم بالمسور، فقام دونه مواليه فذبّوا عنه كلّ الذّبِّ، وجعل يصيح بهم ويكنّيهم بكناهم، فما خُلِصَ إليه، ولقد قَتَلُوا من أهل الشام يومئذ نَفَرًا (٣).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدثنى عبد الله بن جعفر، عن أم بكر


(١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٩٣.
(٢) كذا في ح، ومثله لدى ابن عساكر في مختصر ابن منظور ج ٢٤ ص ٣٠٩. ورواية ث "فأخذت".
(٣) أورده ابن عساكر كما في مختصر ابن منظور ج ٢٤ ص ٣٠٩.