للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مكفّف (١)، وثابت بن قيس، وكُمَيْل بن زِياد النّخَعى، وزيد وصَعْصَعة ابنا صوحان العَبْدِيّان، والحارث بن عبد الله الأعور، وجُنْدب بن زهير، وأبو زينب الأزْديّان، وأصْغَر (٢) بن قيس الحارثى، يسألونه عزل سعيد بن العاص عنهم (٣).

ورحل سعيد وافدًا على عثمان فوافقهم عنده، فأبَى عثمان أن يعزله عنهم وأمره أن يرجع إلى عمله. فخرج الأشتر من لَيلته في نفرٍ من أصحابه فسار عشر ليال إلى الكوفة فاستولى عليها وصعد المنبر فقال: هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أنّ هذا السواد بستان لأُغَيْلِمَة من قريش، والسواد مَساقط رءوسكم ومراكز رماحكم وفَيْئُكم وفَيْءُ آبائكم، فمن كان يرى لله عليه حقًّا فلينهضْ إلى الجَرَعة (٤).

فخرج الناس فعسكروا بالجَرَعة -وهى بين الكوفة والحيرة- وأقبل سعيد بن العاص حتى نزل العُذيب، فدعا الأشترُ يزيد بن قيس الأرْحبيّ وعبد الله بن كنانة العَبْدى، وكانا مِحْرَبين، فعقد لكلّ واحدٍ منهما على خمسمائة فارس وقال لهما: سيرا إلى سعيد بن العاص فأزْعِجاه وألْحِقاه بصاحبه، فإنْ أبَى فاضربا عنقه وأتيانى برأسه. فأتياه فقالا له: ارْحَلْ إلى صاحبك. فقال: إِبلى أنْضَاءٌ أعْلِفها أيّامًا ونقدم المصر فنشترى حوائجنا ونتزودّ ثمّ أرتحلّ. فقالا: لا والله ولا ساعةً، لترتحلنّ أو لَنَضْرِبَنَّ عنقك (٥).

فلمّا رأى الجدّ منهما ارتحل لاحقًا بعثمان. وأتيا الأشترَ فأخبراه، وانصرف الأشتر من معسكره إلى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: والله يا أهلَ الكوفة ما غضبتُ إلا الله ولكم وقد ألحقْنا هذا الرجلَ بصاحبه، وقد وليَّت أبا موسى الأشعرى صلاتكم وثغركم، وحُذَيْفة بن اليَمَان على فَيْئكم. ثمّ نزل وقال: يا أبا موسى، اصعدْ، فقال أبو موسى: ما كنتُ لأفعل، ولكن هلمّوا فبايعوا لأمير المؤمنين عثمان وجَدّدوا له البَيعة في أعناقكم، فأجابه الناس إلى ذلك فقبل ولايتهم، وجدّد البيعة لعثمان في رقابهم، وكتب إلى عثمان بما صنع


(١) في مختصر تاريخ دمشق ج ٩ ص ٣٠٧ "يزيد بن مكنف".
(٢) في مختصر تاريخ دمشق ج ٩ ص ٣٠٧ "وأصفر".
(٣) المصدر السابق ص ٣٠٧.
(٤) المصدر السابق.
(٥) نفس المصدر.