للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلمّا لقيهم مسلم بن عُقْبة بوادى القُرى قال مروان لابنه عبد الملك: ادْخل عليه قبلى لعلّه يجتزئ بك منى. فدخل عليه عبد الملك فقال له مسلم: هات ما عندك، أخْبرْنى خبر الناس وكيف ترى، فقال: نعم. ثمّ أخبره بخبر أهل المدينة ودلّه على عوراتهم وكيف يؤتَوْن ومن أين يَدْخل عليهم وأين يَنْزل، ثمّ دخل عليه مروان فقال: إيه ما عندك؟ قال: أليس قد دخل عليك عبد الملك؟ قال: بلى، قال: فإذا لَقيتَ عبد الملك فقد لقيتنى. قال: أجل. ثمّ قال مسلم: وأيّ رجل عبد الملك! قَلَّ مَا كلّمتُ من رجال قريش رجلًا به شِبْهًا (١).

قال: أخبرنا أبو عُبيد عن أبي الجرّاح قال: أخبرنى محمد بن المنتشر عن رجل من هَمْدان من وداعة من أهل الأرْدُنّ قال: كنّا مع مسلم بن عقْبَة مَقْدَمَهُ المدينة فدخلنا حائطًا بذى المَرْوة فإذا شابّ حسن الوجه والهيئة قائم يصلّى، فطُفْنا في الحائط ساعة وفرغ من صلاته، فقال لى: يا عبد الله أمن هذا الجيش أنت؟ قلت: نعم، قال: أتؤمّون ابن الزبير؟ قلت: نعم، قال: ما أحِبّ أنّ لى ما على ظهر الأرض كلّه وأنّى سرتُ إليه، وما على ظهر الأرض اليوم أحد خير منه. قال فإذا هو عبد الملك بن مروان. فابتُلى به حتى قتله في المسجد الحرام.

قالوا: وكان عبد الملك قد جالس الفقهاء والعلماء وحفظ عنهم، وكان قليل الحديث.

قال محمد بن عمر: بويع مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية يوم الأربعاء لثلاثٍ خلون من ذى القعدة سنة أربعٍ وستّين، فلقى الضحّاك بن قيس الفِهْرى بمَرْج راهط فقتله، ثمّ بايع بعد ذلك لأبيه عبد الملك وعبد العزيز ابنى مروان بالخلافة.

قال محمد بن عمر: فأخبرنا موسى بن يعقوب، عن أبي الحُويرث قال: مات مروان بن الحكم بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمسٍ وستّين، فاستقبل عبد الملك الخلافة من يومئذٍ.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه


(١) ابن عساكر في تاريخه ج ٤٣ ص ٢٥٤.