للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبى الزّناد، عن أبيه قال: لما قدم عمر بن عبد العزيز المدينة واليًا عليها كتب (١) حاجِبُه الناسَ ثمّ دخلوا فسلّموا عليه، فلمّا صلّى الظهر دعا عشرة نفر من فقهاء البلد: عُرْوة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأبا بكر بن سليمان بن أبى حثمة، وسليمان بن يَسار، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وعبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد بن ثابت. فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثمّ قال: إنى دعوتكم لأمر تُؤجَرون عليه وتكونون فيه أعوانًا على الحقّ، ما أريد أن أقطع أمرًا إلّا برأيكم أو برأى من حضر منكم، فإن رأيتم أحدًا يتعدّى أو بلغكم عن عامل لى ظلامة فأُحَرّج باللهِ على أحدٍ بلغه ذلك إلّا أبلغنى، فَجَزَوْه خيرًا وافترقوا (٢).

أخبرنا علىّ بن محمد، عن فضل السرّاج، عن حجّاج الصوّاف قال: أمرنى عمر بن عبد العزيز وهو والٍ على المدينة أن أشترى له ثيابًا فاشتريت له ثيابًا فكان فيها ثوب بأربعمائة، فقطعه قميصًا ثمّ لمسه بيده فقال: ما أخشنه وأغلظه! ثمّ أمر بشراء ثوب له وهو خليفة فاشتروه بأربعة عشر درهمًا فلمسه بيده فقال: سبحان الله ما ألْيَنَه وأدَقّه (٣)!

قال: أخبرنا على بن محمد عن طُعْمَة بن غيلان ومحمد بن خالد قالا: كان عمر بن عبد العزيز من أعطر قريش وألبسها، فلمّا استُخلف كان من أخسّهم ثوبًا وأجشبهم عيشًا وقدم الفضول.

أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنى إبراهيم بن محمد بن عمّار بن سعد القَرَظ، عن أبيه قال: كنّا نُؤذِن عمر بن عبد العزيز فى داره للصلاة فنقول: السلام عليك أيّها الأمير ورحمة الله وبركاته حىّ على الصلاة حىّ على الفلاح الصلاةَ رحمك الله. وفى الناس الفقهاء لا يُنْكِرون ذلك.


(١) ث "كنت" ولدى المزى ج ٢١ ص ٤٣٩ وهو ينقل عن ابن سعد "كَفّ".
(٢) أورده المزى ج ٢١ ص ٤٣٩، والذهبى فى سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ١١٨ نقلًا عن ابن سعد.
(٣) النووى فى تهذيب الأسماء ج ٢ ص ٢٠ نقلا عن ابن سعد وفيه "وأرقه".