للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز وهو والى المدينة: إذا أذّنتَ للظهر أو العتمة فصَلّ ركعتين ثمّ اقْعد قدر ما تظنّ أن قد سمعك رجل من أقصى المدينة فقضى حاجته وتوضّأ ولبس ثيابه ومشى مشيًا رفيقًا حتى يأتى المسجد فيصلّى فيه أربع ركعات ثمّ قعد، فأقِمْ بقدر ذلك.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: سمعتُ عبد الحكيم بن عبد الله بن أبى فَرْوة يقول: كان عمر بن عبد العزيز يؤمّنا بالمدينة فلا يجهر ببِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا مُعاذ بن محمد، عن عمران بن أبى أنَس، عن عمر بن عبد العزيز أنّه كان يسلّم واحدةً وِجاهَ القبلةِ: السلام عليكم.

أخبرنا (*) محمد بن عمر قال: أخبرنا داود بن خالد أبو سليمان، عن سُهيل بن أبى سُهيل قال: سمعتُ رجاء بن حَيْوَة يقول: لما كان يوم الجمعة لبس سليمان بن عبد الملك ثيابًا خُضْرًا من خزّ ونظر فى المرآة فقال: أنا والله الملك الشابّ. فخرج إلى الصلاة يصلّى بالناس الجمعة، فلم يرجع حتى وُعِك، فلمّا ثَقُل كتب كتابًا عَهِده إلى ابنه أيّوب، وهو غلام لم يبلغ، فقلت: ما تصنع يا أمير المؤمنين؟ إنّه ممّا يُحْفَظُ به الخليفة فى قبره أن يَسْتَخلِفَ الرجل الصالح. فقال (١) سليمان: كتابٌ أسْتخيرُ الله فيه وأنظر ولم أعزم عليه. فمكث يومًا أو يومين ثمّ خَرَّقه ثمّ دعانى فقال: ما ترى فى داود بن سليمان؟ فقلت: هو غائب بقُسْطَنْطينية، وأنتَ لا تدرى أحىّ هو أم ميت.

قال: يا رجاء، فمن ترى؟ قال: فقلت: رأيك -يا أمير المؤمنين- وأنا أريد أن أنظر من يذكر. فقال: كيف ترى فى عمر بن عبد العزيز؟ فقلتُ: أعلمه والله فاضلًا خيارًا مسلمًا. فقال: هو على ذلك، والله لئن وَلَّيْتُه ولم أوَلّ أحدًا من ولد عبد الملك لتكوننّ فتنة، ولا يتركونه أبدًا يلى عليهم إلّا أن أجعل أحدهم


(*) من هذه العلامة إلى مثلها فى ص ٣٣٢ أورده ابن عساكر فى تاريخه ج ٥٤ ص ١٣٣ - ١٣٥ نقلا عن ابن سعد.
(١) كذا فى ث ومثله لدى ابن عساكر وهو ينقل عن ابن سعد. وفى طبعة ليدن "وقال".