للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التخلف، وكرهت أن أقول لقبيصة شيئًا في أول ذلك، ولزمت عسكر عبد الملك، وكنت أدخل عليه كثيرًا.

قال: وجعل عبد الملك فيما يسائلنى يقول: مَن لقيتَ؟ فجعلت أسمى له وأخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم، فقال عبد الملك: فأين أنت عن الأنصار؟ فإنك واجد عندهم علمًا. أين أنت عن ابن سَيِّدِهم خارجة بن زيد بن ثابت، أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية. قال: فسمَّى رجالًا منهم، قال: فقدمت المدينة فسألتهم وسمعتُ منهم -يعني الأنصار- وجدتُ عندهم علمًا كثيرًا.

قال: وتوفى عبد الملك بن مروان، فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفى، ثم سليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزُّهْرى، وسليمان بن حبيب المحاربى جميعًا.

قال: ثم لَزمتُ هشام بن عبد الملك، قال: وحج هشام سنة ست ومائة وحج معه الزُّهْرى، فصيَّره هشام مع ولده يعلِّمهم ويفقِّههم ويحدّثهم ويحجّ معهم فلم يفارقهم حتى مات بالمدينة (*).

أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن مَعْمَر، قال: أول ما عُرف الزُّهْرى أنه كان في مجلس عبد الملك بن مروان فسألهم عبد الملك، فقال: من منكم يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قُتل الحسين؟ قال: فلم يكن عند أحد منهم من ذلك علم، فقال الزهرىّ، بلغنى أنه لم يُقلب منها يومئذٍ حجر إلَّا وُجد تحته دم عَبِيط قال: فعُرف من يومئذٍ.

أخبرنا حجَّاج بن مِنهال، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن الزُّهْرى أن رجلًا [قال] (١) لعمر بن الخطّاب: ألا أكون في منزلة من لا يخاف من الله لومة لائم؟ فقال: إما أن تلىَ من أمر الناس شيئًا فلا تخف من الله لومة لائم، وإما أنت خِلو من أمرهم فأكبّ على نفسك وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر.


(١) زيادة يقتضيها السياق.