للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للرجل: خذ فرسك. فقال الرجل: لا، قال: اجْعل بينى وبينك حكمًا. قال الرجل: شريح. فتحاكما إليه فقال شريح: يا أمير المؤمنين حُزْ (١) ما ابتعتَ أو رُدّ كما أخذتَ. فقال عمر: وهل القضاء إلّا هكذا؟ سِرْ إلي الكوفة. فبعثه قاضيًا عليها. قال: وإنّه لأوّل يوم عرفه فيه (٢).

قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل قال: حدّثنا جعفر بن زياد، عن هشام بن حسّان، عن ابن سِيرِين قال: أوّل من سأل في السرّ شريح فقيل له: يا أبا أُميّة أحدثتَ، قال: فقال: إنّ النّاس أحدثوا فأحدثتُ. قال: وكان يقول للبَيّنة إذا اتّهمهم وقد عُدّلوا قال: إنى لم أدْعُكما ولسْتُ أمنعكما إن قمتما وإنّما يقضى على هذا أنتما، وإنّى إنّما أتّقى بكما فاتّقيا على أنفسكما. قال: فإذا أبوا إلا أن يشهدوا وقد عُدّلوا قال للذى يقضى له: أما والله إنّى لأقضى لك وإنى لأرى أنّك ظالم، ولكن لستُ أقضى بالظّنّ إنّما أقضى بما يحضرنى من البيّنة، وما يُحِلّ لك قضائى شيئًا حرّمه الله عليك، انْطلق.

قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسدي قال: حدّثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن البَخْتَرى أنّه جاء إلى شريح فقال: ما الّذى أحدثتَ في القضاء؟ فقال: إنّ الناس قد أحدثوا فأحدثتُ.

أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاري عن ابن عون قال: أنبأنا إبراهيم، عن شريح أنّه قال: ما شددتُ على لَهَوَات خَصْم قطّ كلمة باليمانيّة. قال: فأتاه السّرىّ بن وقّاص من آل الحارث بن كعب فقال له: بم تشهد يا فلان؟ قال: حدّثنى فلان بكذا وكذا. فأعرض عنه ثمّ قال له: بم تشهد يا فلان؟ قال: حدّثنى فلان بكذا وكذا. قال: فقال له كلمة، قال فاحتمل، قال: فقال له: يا شريح، أتعلّمنى بك؟ يا شريح ألستُ أعلم الناس بك؟ قال: فكان لا يقبل الحديث ولا يلقِّن.


= يعرضه. يقال: شار الدابة يشورها إذا عرضها لتباع، والموضع الذي تعرض فيه الدواب يقال له المِشْوار.
(١) انظر النهاية (حوز).
(٢) ابن عساكر كما في مختصر ابن منظور ج ١٠ ص ٢٩٥.