للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنى سَلْم بن أبى الذّيّال قال: سأل رجل الحسن وهو يسمع وأناس من أهل الشأم فقال: يا أبا سعيد ما تقول في الفتن مثل يزيد بن المهلّب وابن الأشعث؟ فقال: لا تكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقال رجل من أهل الشأم: ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد؟ فغضب ثمّ قال بيده فخطر بها ثمّ قال: ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد، نعم، ولا مع أمير المؤمنين.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد عن أبى التّيّاح قال: شهدتُ الحسن وسعيد بن أبى الحسن حين أقبل ابن الأشعث فكان الحسن ينهى عن الخروج على الحجّاج ويأمر بالكفّ وكان سعيد بن أبى الحسن يحضّض، ثمّ قال سعيد فيما يقول: ما ظنّك بأهل الشأم إذا لقيناهم غدًا؟ فقلنا: والله ما خلعنا أمير المؤمنين ولا نريد خلعه ولكنّا نقمنا عليه استعمالَه الحجّاج فاعزله عنّا، فلمّا فرغ سعيد من كلامه تكلم الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: يا أيّها النّاس إنّه والله ما سلّط الله الحجّاج عليكم إلّا عقوبةً فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ولكن عليكم السكينة والتضرّع، وأمّا ما ذكرتَ من ظنّى بأهل الشأم فإنّ ظنّى بهم أن لو جاءوا فألقمهم الحجّاج دنياه لم يحملهم على أمر إلا ركبوه، هذا ظنى بهم.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد قال: حدّثنا عُمر (١) ابن يزيد العَبْدىّ قال: سمعتُ الحسن يقول: لو أنّ النّاس إذا ابتلوا من قِبَل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يُفْرج عنهم ولكنّهم يجزعون إلى السيف فيوكّلون إليه فوالله ما جاءوا بيوم خير قطّ.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا سُليم بن أخْضَر قال: حدّثنا ابن عون قال: كان مسلم بن يسار أرْفَعَ عند أهل البصرة من الحسن حتّى خفّ مع ابن الأشعث وكفّ الحسن فلم يزل أبو سعيد في عِلْوٍ منها بَعْدُ، وسقط الآخر.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا القاسم بن الفضل قال: رأيتُ الحسن بن أبى الحسن قاعدًا في أصل منبر ابن الأشعث.


(١) عُمر بن يزيد العبدى: تحرف في ل إلى "عمرو بن يزيد" وصوابه من ث، والتاريخ الكبير للبخارى، والثقات لابن حبان.