في الهوادج، وكانا ينزلان بهنّ في الشّعاب فيقيلانهنّ في الشِّعْب وينزلان في فئ الشِّعْب ولا يتركان أحدًا يمرّ عليهنّ.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا فروة بن زيد، عن عائشة بنت سعد، عن أمّ ذَرَّةَ قالت: سمعت عائشة تقول: لما كان عمر منعنا الحجّ والعمرة حتى إذا كان آخر عام فأذن لنا فحججنا معه، فلمّا توفّى عمر وولى عثمان اجتمعت أنا وأمّ سلمة وميمونة وأمّ حبيبة فأرسلنا إليه نستأذنه في الحجّ فقال: قد كان عمر بن الخطّاب فعل ما رأيتنّ وأنا أحجّ بكنّ كما فعل عمر فمن أراد منكنّ تحجّ فأنا أحجّ بها. فحجّ بنا عثمان جميعًا إلّا امرأتين منّا، زينب توفّيت في خلافة عمر ولم يحجّ بها عمر، وسودة بنت زَمَعَةَ لم تخرج من بيتها بعد النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكنّا نُستر.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عليّ بن زيد، عن أبيه، عن عمّته عن أمّ مَعْبد بنت خالد بن خليف قالت: رأيت عثمان وعبد الرحمن في خلافة عمر حجّا بنساء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فرأيت على هوادجهنّ الطيالسة الخضر وهنّ حجرة من الناس يسير أمامهنّ ابن عفّان على راحلته يصيح إذا دنا منهنّ أحد: إليك إليك، وابن عوف من ورائهنّ يفعل مثل ذلك، فنزلن بقديد قريبًا من منزلى اعتزلن النّاس وقد ستروا عليهنّ الشجر من كلّ ناحية، فدخلت عليهنّ وهنّ ثمان جميعًا. فلمّا رأيتهنّ نشجت فقلن: ما يبكيك؟ فقلت: ذكرت رسول الله. فبكين، وقلت: هذا منزله عليّ، فعرفننى ورحّبن بى وأجزرتهنّ جزورًا ولبنًا فقبضن ذلك كلّه منى فوصلتنى كلّ امرأة بصلة وقلن لى: إذا قدمنا إن شاء الله وأخرج أمير المؤمنين العطاء فاقدمى علينا. قالت فقدمت عليهنّ فأعطتنى كلّ امرأة منهنّ خمسين دينارًا. وكان عثمان أخرج الديوان بقدر ما كان عمر يخرجه.
أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغرّ المكّى، أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن جدّه أنّ عمر بن الخطّاب أذن لأزواج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في الحجّ في آخر حجّة حجّها وبعث معهنّ عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف. قال: كان عثمان ينادى ألا لا يدنون إليهنّ أحد ولا ينظر إليهنّ أحد، وهنّ في الهوادج على الإبل، فإذا نزلن أنزلهنّ بصدر الشعب. وكان عثمان وعبد الرحمن بذنب الشعب فلم يصعد إليهنّ أحد.