للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال لأسماء بنت أبى بكر: لَا تُوكِى فَيُوكى الله عليك (١). وكانت امرأة سخيّة النفس.

أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدّثنى عبد الله بن المبارك، أخبرنا مُصْعَب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه، قال: قدمت قُتيلة بنت عبد العُزَّى بن عبد أسعد أحد بنى مالك بن حِسْل على ابنتها أسماء بنت أبى بكر، وكان أبو بكر طلّقها في الجاهليّة، بهدايا زَبيب وسمن وقَرَظ فأبت أن تقبل هديّتها أو تدخلها إلى بيتها وأرسلت إلى عائشة: سلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فقال: لتدخلها ولتقبل هديّتها. قال: وأنزل الله تبارك وتعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [سورة الممتحنة: ٨] إلى قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة الممتحنة: ٩].

أخبرنا هِشام أبو الوليد الطَّيَالسى، حدّثنا شَرِيك، عن الرُّكَيْن بن الرَّبيع قال: دخلت على أسماء بنت أبى بكر وهى عجوز كبيرة عمياء فوجدتها تصلّى وعندها إنسان يلقّنها: قومى، اقعدى، افعلى.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أَبِى أُوَيْس، حدّثنى أَبِى، عن هشام بن عروة، أنّ المنذر بن الزّبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبى بكر بكسوة من ثياب مرويّة وقُوهِيَّة رقاق عتاق بعدما كفّ بَصَرُها. قال: فلمستها بيدها ثمّ قالت: أفّ! ردّوا عليه كسوته. قال: فشقّ ذلك عليه وقال: يا أمّه إنّه لا يشفّ. قالت: إنّها إن لم تشفّ فإنّها تصف. قال: فاشترى لها ثيابًا مرويّة وقوهيّة فقبلتها وقالت: مثل هذا فاكسُنى.

أخبرنا أنس بن عياض، حدّثنى محمد بن أبى يحيَى، عن إسحاق مولى محمد بن زياد، عن أبى وَاقِد الليثى صاحب النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أخبره في حديث رواه أنّه شهد اليَرْمُوك، قال: وكانت أسماء بنت أبى بكر مع الزبير، قال: فسمعتها وهى تقول للزبير: يا أبا عبد الله والله إن كان الرجل من العدوّ ليمرّ يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خِبَائِى فيسقط على وجهه ميْتًا ما أصابه السلاح.


(١) ولدى ابن الأثير في النهاية (وكا) ومنه حديث أسماء "قال لها: أَعْطِى وَلَا تُوكِى فيُوكَى عليكِ" أى لا تدخرى وتشدى ما عندك وتمنعى ما في يديك فتنقطع مادة الرزق عنك.