للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

اختص الغسل بهذه الأربعة، دون غيرها؛ لأنها أسرع ما يتحرك من البدن للمخالفة، فنبَّه بغسلها ظاهرًا، على طهارتها باطنًا، ورتب غسلها على ترتيب سرعة الحركة في المخالفة، فأمر بغسل الوجه، وفيه الفم والأنف، فابتدأ بالمضمضة؛ لأن اللسان أكثر الأعضاء، وأشدها حركة؛ لأن غيره قد يسلم منه، وهو كثير العطب، قليل السلامة غالبًا، ثم بالأنف ليتوب عما يشم به، ثم بالوجه ليتوب عم نظر، ثم باليدين ليتوب عن البطش، ثم خص الرأس بالمسح؛ لأنه مجاور (١) لمن تقع منه المخالفة، ثم بالأذن لأجل السماع، ثم بالرجل لأجل المشي، ثم أرشد بعد ذلك إلى تجديد الإيمان بالشهادتين، [انتهى (٢).

وكتب على هذه القولة ما نصه] (٣): قوله: "بالمسح؛ لأنه مجاور (٤) لمن تقع منه المخالفة"، يعني: وليس منها مخالفة، لتجردها عن الحواس، فهو من باب أخذ الجار، بجرم الجار، وكان تطهيره أخف، لوقوع المخالفة من جاره دونه، وهذا (٥) بناء على مذهب أهل السنة، من عدم إثبات الحواس الباطنة، وأما بالنظر لقول الحكماء بإثباتها، وأن في الدماغ ثلاث طبقات إلى آخر ما هو مقرر في محله (٦)، فيقال في تعليل مسحها: لاشتمالها على الحواس الباطنة، وكان الواجب


(١) في "أ": "من".
(٢) انظر: المبدع (١/ ١٣٤)، شرح المصنف (١/ ٢٦٧)، كشاف القناع (١/ ٨٣).
(٣) ما بين المعكوفتين سقط من: "ب" و"ج" و"د".
(٤) في "أ" زيادة: "الحواس".
(٥) سقط من: "أ".
(٦) الحواس الباطنة هي:
١ - الحس المشترك.
٢ - الخيال.
٣ - القوى الوهمية.
٤ - القوة الحافظة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>