للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لفرضٍ أو تحليلٍ أو تحريمٍ أو نبيٍّ أو كتابٍ. . . . . .

ــ

وظاهره: أنه لا يعتبر مع ذلك الندمُ على ما صدر منه.

ولم أر في ذلك نقلًا لأصحابنا، وصرح به إمامُ الحرمينِ من الشافعية (١)، ونقله عنه ابن المقري الشافعي في متن الووضة. فليراجع.

وبخطه قال السهروردي (٢) في "آداب المريدين": (وأجمعوا على أن كمالَ الإيمانِ إقرارٌ باللسان، وتصديقٌ بالجَنَان، وعملٌ بالأركان (٣)، فمن تركَ الإقرارَ فهو كافرٌ، ومن ترك التصديقَ فهو منافقٌ، ومن ترك العملَ فهو فاسقٌ، ومن ترك الاتباعَ فهو مبتدِعٌ، وإن الناس يتفاضلون في الإيمان، وإن المعرفة بالقلبِ لا تنفع ما لم يتكلمْ بكلمتي الشهادة، إلا أن يكون له عذرٌ يثبُتُ بالشرع، ويرون الاستثناء في الإيمان من غير شكٍّ، بل على سبيل التأكيد والمبالغة؛ لأن


(١) إمام الحرمين من الشافعية هو: عبد الملك بن عبد اللَّه بن يوصف، أبو المعالي الجويني. ٤١٩ هـ - ٤٧٨ هـ، أعلمُ المتأخرين من أصحاب الشافعي، ولد في جُوَيْن (من نواحي نيسابور)، رحل إلى بغداد، فمكة؛ حيث جاور أربع سنين، وذهب إلى المدينة، فأفتى ودرَّس جامعًا طرق المذاهب، ثم عاد إلى نيسابور، فبنى له الوزير نظامُ الملك "المدرسة النظامية". له: "البرهان" في الأصول، و"الورقات"، و"غياث الأمم والتِيَاث الظلم". طبقات الشافعية (٣/ ١٣٩)، ووفيات الأعيان (١/ ٥١٤).
(٢) السهروردي هو: عبد القاهر بن عبد اللَّه بن محمد البكري الصديقي أبو النجيب السهروردي، فقيه، شافعي واعظ، من أئمة المتصوفين، ولد بسهرورد سنة ٤٩٠ هـ، وسكن بغداد، فبنيت له فيها رباطات من أصحابه، وولي المدرسة النظامية، وتوفي ببغداد سنة ٥٦٣ هـ. من آثاره: "آداب المريدين"، و"شرح الأسماء الحسنى"، و"غريب المصابيح". الوفيات (١/ ٢٩٩)، وطبقات الشافعية (٤/ ٢٥٦)، والأعلام (٤/ ٧٩).
(٣) في "أ": "بأركان".

<<  <  ج: ص:  >  >>