للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦] ولهذا قال النووي في شرح مسلم (١): يكره إفراد الصلاة عن التسليم، انتهى.

وقال أيضًا (٢): إن العلماء كرهوا ذلك، انتهى بمعناه (٣)، وظاهره أنه متفق عليه"، ثم قال المنقح (٤) بعد أن نقل عن بعض المتأخرين حمل الكراهة على محامل (٥) متكلفة (٦) ما نصه: "قلت: ما تقدم من ذلك كله قد ضُعف، وبعضه لا ينبغي نسبته إلى العلصاء الراسخين في العلم الذين تركوا السلام، بل تركه لذلك يدل على عدم الكراهة ظاهرًا، ويرشحه ما رواه مسلم وغيره أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من صلَّى عليَّ صلاة صلى اللَّه عليه بها عشرًا" (٧)، وفي غير مسلم "سبعين" (٨)، فظاهره الاقتصار


(١) شرح مسلم للنووي (١/ ٤٤).
(٢) شرح مسلم للنووي (١/ ٤٤).
(٣) سقط من: "أ".
(٤) التحبير شرح التحرير (١/ ٧٧، ٧٨).
(٥) في "أ": "محال".
(٦) انظر: فتح المغيث للسخاوي (٢/ ١٦٤).
(٧) من حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم في كتاب: الصلاة، باب: الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد التشهد (١/ ٣٠٦) رقم (٤٠٨).
(٨) رواه أحمد (٢/ ١٧٢) موقوفًا على عبد اللَّه بن عمرو بن العاص ولفظه: "من صلى على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- واحدة صلى اللَّه -تعالى- عليه وملائكته بها سبعين صلاة، فليُقلَّ من ذلك أو ليكثر"، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٦٠): "رواه أحمد وإسناده حسن"، وقال السخاوي في القول البديع ص (٩٩): "رواه أحمد وابن زنجويه في ترغيبه بإسناد حسن وحكمه الرفع إذ لا مجال للاجتهاد فيه"، وحسَّن إسناده أيضًا المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٤٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>