للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وفي رواية: "بخمس (١) وعشرين درجة" (٢)، ولا منافاة، لأن القليل لا ينفي الكثير، أو أنه أخبر أولًا بالقليل، ثم أعلمه اللَّه بزيادة الفضل، فأخبر بها، أو أن ذلك يختلف باختلاف المصلِّين، والصلاة؛ أو أن الاختلاف بحسب قرب المسجد وبعده؛ أو أن الأولى في الصلاة الجهرية، والثانية في السرية؛ لأنها تنقص عن الجهرية بسماع قراءة الإمام والتأمين لتأمينه.

ووجه كونها بسبع وعشرين: أن الجماعة ثلاثة، والحسنة بعشرة أمثالها، فقد حصل لكل واحد عشرة، فالجملة ثلاثون، لكل واحد رأس ماله، واحد، يبقى تسعة، تضرب في ثلاثة، بسبع وعشرين، وربُّنا يعطي لكلِّ إنسان ما للجماعة، فصار لكل سبعة وعشرون.

وحكمة أن أقل الجماعة اثنان: أن ربَّنا -جل وعلا- يعطيهما بمَنِّه وكرمه ما يعطي الثلاثة، وقد أوضح ذلك غاية الإيضاح، مع زيادة حكمة لذلك، الجلال السيوطي في الأمالي، وأفرده في جزء سماه "معرفة الخصال الموصلة إلى الظِّلال" (٣)، قاله الرملي الشافعي في شرح (٤) المنهاج (٥) (٦).


(١) في "ج" و"د": "بخمسة".
(٢) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: أخرجه البخاري، ومسلم في الموضع السابق.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) سقط من: "ج".
(٥) نهاية المحتاج (٢/ ١٣٤).
(٦) هو: محمد بن أحمد بن حمزة الرملي، المنوفي، المصري، الأنصاري، الشافعي، شمس الدين، ولد في القاهرة سنة (٩١٩ هـ)، كان من كبار الشافعية، حتى قيل له: "الشافعي الصغير"، من كتبه: "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج"، و"غاية البيان في شرح زيد بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>