للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النفائس ما لم يشارك في مجموعه، من كثرة المسائل والفروع، وذكر مذاهب العلماء، وبسط أدلتها، والجواب عنها»، قال: «وأرسل أبو حامد إلى مصر فاشترى أمالي الشافعي بمائة دينار، حتى كان يُخَرِّج منها» (١).

وقد كثر من علق هذه التعليقة عن الشيخ أبي حامد من تلاميذه:

فمنهم: أبو علي البندنيجي، الحسن بن عبيدالله القاضي (ت ٣٢٥ هـ)، أكبر أصحاب الشيخ أبي حامد، وصاحب التعليقة المشهورة عنه المسماة بـ «الجامع»، قال الإسنوي: «وهي جليلة المقدار، قليلة الوجود، وعندي منها نسخة»، وذكر ابن السُّبْكي أنه وقف منها على نسخة بخط سليم الرازي، قال: «وهي الموقوفة بخزانة المدرسة الناصرية» (٢).

ومنهم: أبو الحسن ابن المحاملي، أحمد بن محمد بن أحمد (ت ٤١٥ هـ)، ومن تعليقته أخذ جميع تصانيفه «المجموع» و «التجريد» و «المقنع»، ولمَّا بلغ ذلك الشيخ أبا حامد قال: «بَتَرَ كُتُبي بَتَرَ الله عُمره»، فما عاش بعد ذلك إلا قليلًا (٣).

ومنهم: أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي (ت ٤٤٧ هـ)، اشتغل قبل الفقه بالتفسير والحديث واللغة، ثم سافر إلى بغداد فتفقَّه بها على الشيخ أبي حامد قال: «علقت عن شيخنا أبي حامد جميع التعليقة»، ومن خبره أنه كان في صغره بالرَّيِّ وله نحو من عشر سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن، قال: فقال لي: تقدَّم فاقرأ، فجهدت أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على


(١) انظر «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي في ترجمة أبي حامد، وانظر «الطبقات» لابن السُّبْكي (٤/ ٤٨).
(٢) انظر «الطبقات» لابن السُّبْكي (٤/ ٦٨)، و «المهمات» للإسنوي (١/ ١٦٧).
(٣) انظر «الطبقات» لابن السُّبْكي (٤/ ٤٨)، و «المهمات» للإسنوي (١/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>