للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٣٥٦)

[باب العقيقة]

(٣٤٩٧) قال الشافعي: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عبيدالله بن أبي يزيد، عن سِبَاع بن وهب، عن أمّ كُرْزٍ، قالت (١): «أتَيْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أسْألُه عن (٢) لحُومِ الهَدْيِ، فسَمِعْتُه يقول: عن الغُلامِ شاتان، وعن الجارية شاةٌ، لا يَضُرُّكُمْ ذُكْرانًا كُنّ أو إناثًا، وسَمِعْتُه يَقُولُ: أقِرُّوا الطَّيْرَ في مَكِناتِها» (٣)، قال الشافعي: فيَعُقُّ عن الغُلامِ وعن الجاريةِ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٤).


(١) كذا في ظ، وفي س: «قال الشافعي: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبيدالله … » إلخ، وفي ز: «قال الشافعي: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن عبيدالله … » إلخ، وفي ب: «قال الشافعي في حديث أم كرز قالت: … »، والصواب عن المزني ما أثبته، وقد ذكره البيهقي في «بيان خطأ من أخطأ على الشافعي» (ص: ٢٨٣) فقال: «هذا إسناد أخطأ فيه المزني عند النقل من وجهين: أحدهما - أنه قال: (عن سباع بن وهب)، وإنما هو: سباع بن ثابت، والآخر - أنه قال: (عن عبيدالله بن أبي يزيد، عن سباع)، وابن عيينة إنما رواه عن عبيدالله، عن أبيه، عن سباع، وخالفه حماد بن زيد فلم يذكر فيه أباه، ورواية حماد أصح»، قال: «وقد روى المزني رحمه الله هذا الحديث في (كتاب السنن) [رقم: ٥٨١] على الصحة، وهو فيما أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، أبنا شافع، أبنا أبو جعفر، ثنا المزني، ثنا الشافعي، أبنا سفيان عن عبيدالله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز، فذكره»، انتهى المقصود من كلام البيهقي، وله نحوه في «معرفة السنن والآثار» (١٤/ ٦٦).
(٢) كذا في ظ س، وفي ز ب: «من».
(٣) أراد بمَكِناتِها: أمكنتها التي تجثم عليها بالليل، وكانت العرب أهل زجر وطيرة، فإذا غدا أحدهم فمر بجاثم الطير أثارها، يزجر أصواتها، يستفيد منها ما يُمضِي به حاجته أو ينصرف عنها، وهذا هو الطيرة المنهي عنها، فنُهوا أن يتطيروا، وأُمروا أن يقروا الطير على مجاثمها. «الزاهر» (ص: ٥٣٣).
(٤) زاد في ظ نسخة رواية ابن جوصا: «يعني: على حديث أم كرز، حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبدالحكم وبحر بن نصر بن سابق المصري، قالا: سمعنا الشافعي يقول: العقيقة ذبح كان أهل الجاهلية يذبحون عن المولود، فأمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الإسلام، وقد كره الاسم، وقال في حديثه: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة فقال: «لا أحب العقوق»، فكأنه كره منه الاسم، من وُلِد له مولود فأحب أن ينسك عنه فليفعل».
قال أبو منصور في «الزاهر» (ص: ٥٣٢): «سميت عقيقة باسم عقيقة شعر المولود الذي يكون على رأسه حين يولد، وإنما سميت الذبيحة عقيقة؛ لأنه يحلق عنه ذلك الشعر عند ذبحها، ولذلك جاءت في الحديث: «أميطوا عنه الأذى)؛ يعني بالأذى: ذلك الشعر الذي أمر بحلقه، وهذا من تسمية العرب الشيء باسم غيره إذا كان معه، أو من سببه». انتهى. وانظر: «الحلية» (ص: ٢٠٣).