للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٢٩٢)

[باب نفقة المماليك]

(٢٨١٧) قال الشافعي: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن بكر أو بكير بن عبدالله - شك المزني (١) - عن عجلانَ أبي محمدٍ، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «للمملوكِ طَعامُه وكُِسْوَتُه بالمعروف، ولا يُكَلَّفُ مِنْ العَمَلِ ما لا يُطِيقُ».

(٢٨١٨) قال الشافعي: فعَلَى مالِكِ الممْلُوكِ الذَّكَرِ والأنْثَى البالِغَيْن إذا شَغَلَهما في عَمَلٍ له أن يُنْفِقَ عليهما ويَكْسُوَهما بالمعروفِ، وذلك نَفَقَةُ رَقِيقِ بَلَدِهما، الشِّبَعُ لأوْساطِ النّاسِ الذي تَقُومُ به أبْدانُهُمْ، مِنْ أيِّ الطّعامِ كان، قَمْحًا، أو شَعِيرًا، أو ذُرَةً، أو تَمْرًا، وكُِسْوَتُهم كذلك ممّا يَعْرِفُ أهْلُ ذلك البَلَدِ أنّه معروفٌ، صُوفٌ، أو قُطْنٌ، أو كَتّانٌ، أيُّ ذلك كان الأغْلَبَ بذلك البَلَدِ وكان لا يُسَمَّى مِثْلُه ضِيقًا بمَوْضِعِه.

(٢٨١٩) قال: والجَوَارِي إذا كانَتْ لهنَّ فَراهَةٌ وجَمالٌ (٢) .. فالمعْرُوفُ أنَّهُنَّ يُكْسَيْن أحْسَنَ مِنْ كُِسْوَةِ اللّائِي دُونَهُنّ.


(١) هو بكير؛ كما أخرجه عنه الربيع جزمًا. وانظر: «معرفة السنن» للبيهقي (١١/ ٣٠٦).
(٢) معنى «الفَراهة» ههنا: الوضاءة، قال أبو منصور: «سمعت عن بعض العرب يقول: (فلانة أفره من فلانة)، عنى به: صباحة وجهها، وكذلك في الغلمان: (فلان أفره غلماننا)؛ أي: أوضؤهم وجها، و (جَوارٍ فَرِهَة): إذا كن مِلاحًا حِسانًا»، قال: «ولم أرهم يستعملون هذه اللفظة في الحرائر، ويجوز أن يكون الإماء قد خصصن بهذا اللفظ كما خص البراذين والبغال والهجن دون عراب الخيل بالفاره والفراهة، لا يقال للفرس العربي: (فاره)، ولكن يقال: (جواد)، وإنما يقال: (بِرْذَوْن فاره، وبغلة فارهة)». «الزاهر» (ص: ٤٧٠).