فأما الكسوف .. فيقال: «كسف حال الرجل»: إذا تغيرت، و «كسفت الشمس والقمر»: إذا ذهب ضوءهما، قال جرير في مرثية عمر بن عبدالعزيز: الشمس طالعة ليست بكاسفة … تَبْكِي عليك نجومَ الليل والقَمَرَا يقول: إنها طالعة، وهي مع طلوعها لم تَكْسِفِ النجوم والقمر؛ أي: ما ذهبت بضوئها؛ لأنها أيضًا من الغم بك لا ضوء لها، فكيف تكسف غيرها؟ وإنما تكسف غيرها بتمام نورها. وأما الخسوف .. فالغيوب، يقال: «خُسِفت الأرض بالكافر»: إذا صارت الأرض كأنها ابتلعته، و «انْخسَفَت البئر»: إذا انخسف قعرها. قال ثعلب: «أجود الكلام: خَسَفَ القمر، وكَسَفَت الشمس»، وقال أبو حاتم محمد بن إدريس: «إذا ذهب بعضها فهو الكسوف، وإذا ذهب كلها فهو الخسوف». انظر: «الزاهر» (ص: ٢٠١) «الحلية» (ص: ٨٨).