للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٥٣)

باب ما يقال إذا أُدخِلَ الميِّتُ قبرَه

(٥٠١) قال الشافعي: فإذا أُدْخِلَ الميِّتُ قبرَه قال الذين يُدْخِلُونه: «بسم الله، وعلى مِلَّة رسولِ الله، اللهم أسْلَمَه إليك الأشِحَّاءُ؛ مِنْ وَلَدِه وأهلِه وقَرابتِه وإخوانِه، وفارق مَنْ كان يُحِبُّ قُربَه، وخَرَج مِنْ سَعَة الدنيا والحياة إلى ظلمة القبر وضِيقِه، ونَزَل بك وأنت خيرُ مَنْزُولٍ به، إنْ عاقبتَه فبذنبه (١)، وإن عَفَوْتَ فأهلُ العفوِ أنت، أنت غَنِيٌّ عن عذابِه، وهو فقيرٌ إلى رحمتِك، اللهم اشْكُر حسنتَه، واغْفِر سيئتَه، وأعِذْهُ مِنْ عذاب القبر، واجْمَع له برحمتك الأمْنَ مِنْ عذابِك، واكْفِه مِنْ (٢) كلِّ هَوْلٍ دون الجنة، اللهم اخْلُفْه في تَرِكَتِه في الغابِرين، وارْفَعْه في عِلِّيِّين، وعُد عليه بفَضْلِ رحمتِك يا أرْحَمَ الراحمين» (٣).


(١) كذا في ظ س، وفي ز ب: «فبذنب».
(٢) «من» في ظ، ولا وجود له في ز ب س.
(٣) الغريب:
فقوله: «الأشحاء»؛ أي: الأضِنّاء بحياته المشفقين عليه، وأصل «الشح»: البخل، وواحد الأشحاء: شحيح.
وقوله: «أهل العفو أنت» معناه: إن تفضلت بالعفو عن ذنوبه فأهل الفضل أنت، وهي ثلاثة: «العفو» و «العافية» و «المعافاة»، فالعفو: عن الذنوب، والعافية: من الأسقام والأوجاع وتكون كذلك من عذاب جهنم، وفيه قال جعفر بن محمد -رضي الله عنه-: «العافية موجودةً مجهولةٌ، والعافيةُ معدومةً معروفةٌ»، أراد بقوله: «العافية موجودةً مجهولةٌ» أن الناس إذا عوفوا لم يعرفوا قدرها حتى يُبْتَلَوْا، «والعافيةُ معدومةً معروفةٌ»؛ يعني: المبتلى ببلية يعدم معها العافية يعرف قدرها. وأما المعافاة .. فهو ما بينك وبين الناس من المظالم.
وقوله: «اشكر حسنته»؛ أي: اشكر أعماله الحسنة بإثابته عليها أضعافها، «واغفر سيئته»؛ أي: غَطِّها بغفرانك لها «وأعذه من عذاب القبر»؛ أي: أَجِرْه وآمِنْه منه.
وقوله: «اخلفه في تركته في الغابرين»؛ أي: كن خليفته فيمن خلّف مِنْ أهاليه حِيطَة وشفقة وقيامًا بأمرهم، و «الغابرون»: الباقون، والكلمة هكذا وردت في ز ب س، وكذلك هي في «الزاهر»، وفي ظ: «الفائزين».
وقوله: «ارفعه في عليين»؛ أي: ارفعه في منازل الأبرار من أهل الجنة التي هي في أعلى المنازل والدرجات، و «العليون» من نعت المنازل، واحدها «عِلِّيٌّ»، وجمعت على النون وكان حقها أن تجمع على «العلالي»؛ لأنها غير محدودة الواحد.
انظر: «الزاهر» (ص: ٢١٦ - ٢١٨).