للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٣١]

كتاب اللقطة (١)


(١) «اللُّقَطَة»: من «التقطت الحب والمتاع»: إذا أخذتَه من الأرض، وروى الليث، عن مظفر، عن الخليل؛ أنه قال: «اللُّقَطَةُ: الذي يَلْقُطُ الشيءَ، بتحريك القاف، واللُّقْطَة: ما يُلْتَقَطُ، بسكون القاف»، قال أبو منصور: «وهذا الذي قاله قياس؛ لأن (فُعَلَة) في أكثر كلامهم جاء فاعلًا، و (فُعْلَة) جاء مفعولًا، غير أن كلام العرب جاء في اللُّقَطَة على غير القياس، وأجمع أهل اللغة ورواة الأخبار على أن اللُّقَطَةَ هو الشيء الملتقط»، وقال الفيومي في «المصباح» (مادة: لقط): «ومنهم من يعد السكون من لحن العوام، ووجه ذلك: أن الأصل (لُقاطَةٌ)، فثقلت عليهم؛ لكثرة ما يلتقطون في النهب والغارات وغير ذلك، فتلعبت بها ألسنتهم اهتمامًا بالتخفيف، فحذفوا الهاء مرة وقالوا: (لُقاط)، والألف أخرى وقالوا: (لُقَطَة)، فلو أسكن اجتمع على الكلمة إعلالان، وهو مفقود في فصيح الكلام»، قال: «وهذا وإن لم يذكروه فإنه لا خفاء به عند التأمل؛ لأنهم فسروا الثلاثة بتفسير واحد»، وأما «اللَّقِيطُ» .. فهو الطفل المنبوذ الملقوط، وأما «الضالَّة» .. فلا تقع إلا على الحيوان، يقال: «ضل الإنسان، وضل البعير» وغيره من الحيوان، وهي الضوال، ويقال لها: «الهوامي»؛ لأنها تهمي على وجه الأرض، ويقال لها: «الهوافي» و «الهوامل»، واحدتها: «هامية، وهافية، وهاملة»، و «قد همت وهفت وهملت»: إذا ضلت فمرت على وجوهها بلا راعٍ ولا سائق. «الزاهر» (ص: ٣٦٤ و ٣٦٦) «الحلية» (ص: ١٥٣).
فائدة: ورد في هامش س: «قال شيخ الإسلام: الفرق بين المال الضائع الذي يحفظه الحاكم لصاحبه، وبين اللقطة التي يتملكها بعد انقضاء مدة التعريف من وجدها .. أن المال الضائع هو الذي يكون محرَزًا في حرز مثله، كدار مثلًا فيها مال، فليس لأحد أن يلتقطه، وإنما يحفظه الحاكم حتى يحضر صاحبه، وأما اللقطة .. فهي المال الذي يوجد في غير حرز، كدابة أو دراهم ونحوها توجد على الوجه المعروف، فهذه من وجدها تملكها بعد مدة التعريف».